للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَعَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: إِنَّ مَعْبَدًا يَقُولُ بِقَوْلِ النَّصَارَى.

وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: قَالَ لَنَا طَاوُسٌ: احْذَرُوا مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ فَإِنَّهُ كَانَ قَدَرِيًّا.

وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: لَقِيتُ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِمَكَّةَ بَعْدَ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ وَهُوَ جَرِيحٌ، وَقَدْ قَاتَلَ الْحَجَّاجَ فِي الْمَوَاطِنِ، فَقَالَ: لَقِيتُ الْفُقَهَاءَ وَالنَّاسَ، لَمْ أَرَ مِثْلَ الْحَسَنِ، يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَاهُ، كَأَنَّهُ نَادِمٌ عَلَى قِتَالِ الْحَجَّاجِ [١] .

وَقَالَ حَمْزَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ يُعَذِّبُ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِأَصْنَافِ الْعَذَابِ، وَلا يَجْزَعُ وَلا يَسْتَغِيثُ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا تُرِكَ مِنَ الْعَذَابِ يَرَى الذُّبَابَةَ مُقْبِلَةً تَقَعُ عَلَيْهِ، فَيَصِيحُ وَيَضُجُّ، فَيُقَالُ لَهُ! فَيَقُولُ:

إِنَّ هَذَا مِنْ عَذَابِ بَنِي آدَمَ، فَأَنَا أَصْبِرُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا الذُّبَابُ فَمِنْ عَذَابِ اللَّهِ، فَلَسْتُ أَصْبِرُ عَلَيْهِ، فَقَتَلَهُ.

قُلْتُ: وَعَذَابُ بَنِي آدَمَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، لِأَنَّهُ تَعَالَى هُوَ الَّذِي سَلَّطَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجَ، وَأَمَّا الْقَدَرِيَّةُ فَلا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللَّهَ أَرَادَ ذَلِكَ وَلا قَدَّرَهُ.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ صَلَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِدِمَشْقٍ.

وَقَالَ خَلِيفَةُ [٢] : مَاتَ قَبْلَ التِّسْعِينَ.

١٤٨- (الْمَعْرُورُ بْنُ سويد) [٣]- ع- أبو أميّة الأسديّ الكوفيّ.


[١] التاريخ الكبير ٧/ ٣٩٩ رقم ١٧٤٥.
[٢] في تاريخه ٣٠٢، وفي الطبقات ٢١١ «مات بعد الثمانين» .
[٣] انظر عن (المعرور بن سويد) في:
طبقات ابن سعد ٦/ ١١٨، وطبقات خليفة ١٥٢، وتاريخ خليفة ٢٨٧، والتاريخ لابن معين ٢/ ٥٧٦، والتاريخ الصغير ٩٦، والتاريخ الكبير ٨/ ٣٩ رقم ٢٠٧٣، وتاريخ الثقات للعجلي ٤٣٤ رقم ١٦٠٤، والمعرفة والتاريخ ٢/ ١٠٩، وتاريخ أبي زرعة ١/ ٦٥٧، والمعارف ٤٣٢، وتاريخ الطبري ٣/ ٥٣٩ و ٤/ ٤٣، والجرح والتعديل ٨/ ٤١٥، ٤١٦ رقم ١٨٩٥، والثقات لابن حبّان ٥/ ٤٥٧، ومشاهير علماء الأمصار، رقم ٨٢٧، ورجال صحيح البخاري