للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِهِ وَأَلْقَوْهُ فِي [١] جُبِّ عُذْرَةَ، فَغَدَا عَمْرٌو فَلَمْ يَجِدْهُ، فَخَرَجَ يَتْبَعُهُ حَتَّى وَجَدَهُ فِي الْبِئْرِ مُنَكَّسًا مَقْرُونًا بِالْكَلْبِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبْصَرَ شَأْنَهُ، وَكَلَّمَهُ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ فَأَسْلَمَ وحسن إسلامه، وقال:

تا الله لَوْ كُنْتَ إِلَهًا لَمْ تَكُنْ ... أَنْتَ وَكَلْبٌ وَسْطَ بِئْرٍ فِي قَرَنْ [٢]

أُفٍّ لِمَصْرَعِكَ إِلَهًا مُسْتَدَنْ [٣] ... الْآنَ فَتَشْنَاكَ عَنْ سُوءِ الْغَبَنْ

الْحَمْدُ للَّه الْعَلِيِّ ذِي الْمِنَنْ ... الْوَاهِبِ الرَّزَّاقِ وَدَيَّانِ الدِّيَنْ

هُوَ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ قَبْلِ أَنْ ... أكون في ظلمة قبر مرتهن [٤]


[١] في السيرة «ألقوه في بئر من آبار سلمة فيها عذر من عذر الناس» .
[٢] أي حبل.
[٣] في السيرة لابن هشام ووفاء ألوفا للسمهودي (لملقاك) بدل (لمصرعك) ، ومستدن: ذليل مستعبد، وقد أورد ابن هشام هذه المقطوعة، وبعض ألفاظها هناك مخالف لما هنا، وفي آخرها شطرة زائدة على ما هنا.
وفي حاشية الأصل هنا: بلغت قراءة خليل بن أيبك- السادس- على مؤلّفه، فسح الله في مدّته، ومحصّن بن عكّاشة يسمع.
[٤] سيرة ابن هشام ٢/ ٢٠٥، دلائل النبوّة لأبي نعيم ٢/ ١١١.