للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قُلْتُ: قُتَيْبَةُ لَمْ يَنَلْ مَا نَالَهُ بِالنَّسَبِ، بَلْ بِالشَّجَاعَةِ وَالرَّأْيِ وَالدَّهَاءِ وَالسَّعْدِ وَكَثْرَةِ الْفُتُوحَاتِ.

٣٧٧- (قُرَّةُ بْنُ شَرِيكِ) [١] بْنِ مَرْثَدِ بْنِ حَرَامٍ الْعَبْسِيُّ [٢] الْقِنَّسْرِينِيُّ، أَمِيرُ مِصْرَ مِنْ قِبَلِ الْوَلِيدِ، وَكَانَ ظَالِمًا فَاسِقًا جَبَّارًا.

قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ خَلِيعًا، مَاتَ عَلَى إِمْرَةِ مِصْرَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِينَ، بَعْدَ أَنْ وَلِيَهَا سَبْعَ سِنِينَ، أَمَرَهُ الْوَلِيدُ بِبِنَاءِ جَامِعِ الْفُسْطَاطِ وَالزِّيَادَةِ فِيهِ، قَالَ: وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ إِذَا انْصَرَفَ الصُّنَّاعُ مِنْ بِنَاءِ الْجَامِعِ دَخَلَهُ فَدَعَا بِالْخَمْرِ وَالطَّبْلِ وَالْمِزْمَارِ وَيَقُولُ: لَنَا لَيْلٌ وَلَهُمْ نَهَارٌ، وَكَانَ مِنْ أَظْلَمِ خَلْقِ اللَّهِ. هَمَّتِ الإِبَاضِيَّةُ بِاغْتِيَالِهِ، وَتَبَايَعُوا عَلَى ذَلِكَ، فَعَلِمَ بِهِمْ، فَقَتَلَهُمْ.

قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ وَغَيْرُهُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: الْوَلِيدُ بِالشَّامِ، وَالْحَجَّاجُ بِالْعِرَاقِ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الْمُرِّيُّ بِالْحِجَازِ، وَقُرَّةُ بِمِصْرَ، امْتَلأَتِ الأَرْضُ وَاللَّهِ جُورًا.

وَيُرْوَى أَنَّ نعي الحجّاج وَقُرَّةَ وَرَدا عَلَى الْوَلِيدِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، فَإِنَّ قُرَّةَ عَاشَ بَعْدَ الْحَجَّاجِ ستّة أشهر.

٣٧٨- (قزعة [٣] بن يحيى) [٤]- ع- أبو الغادية البصريّ، مَوْلَى زِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ، وَقِيلَ مَوْلَى غَيْرِهِ.


[١] تاريخ خليفة ٣١١، المعرفة والتاريخ ١/ ٦٠٩، العيون والحدائق لمجهول ٣/ ١٤٠، تاريخ الرسل والملوك ٦/ ٥٢٢، الولاة والقضاة للكندي ٦٣- ٦٦ و ٣٣٠- ٣٣٢، الكامل في التاريخ ٥/ ٢٠، العبر ١/ ١١٣، دول الإسلام ١/ ٦٦- ٦٧، سير أعلام النبلاء ٤/ ٤٠٩- ٤١٠ رقم ١٥٩، البداية والنهاية ٩/ ١٦٩، النجوم الزاهرة ١/ ٢١٧، شذرات الذهب ١/ ١١١.
[٢] في طبعة القدسي ٤/ ٤٦ «العنسيّ» وهو تصحيف، والتصحيح من مصادر ترجمته.
[٣] بفتح القاف والزاي.
[٤] التاريخ لابن معين ٢/ ٤٨٨، التاريخ الكبير للبخاريّ ٧/ ١٩١- ١٩٢ رقم ٨٥٢، المعرفة والتاريخ للبسوي ٢/ ٢٩٤- ٢٩٥، تاريخ أبي زرعة ١/ ١٦٦، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٧/ ١٣٩ رقم ٧٧٩، المشتبه للذهبي ٢/ ٥٢٩ الكاشف للذهبي ٢/ ٣٤٤ رقم ٤٦٤٨، تهذيب التهذيب ٨/ ٣٧٧ رقم ٦٦٧، تقريب التهذيب ٢/ ١٢٦ رقم ١١١.