للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لِعَشْرَةٍ» ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، فَأَكَلَ الْقَوْمُ وَشَبِعُوا، وَهُمْ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [١] . وَقَدْ مَرَّ مِثْلُ هَذَا فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ.

وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جندب، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى بِقَصْعَةٍ، فِيهَا طَعَامٌ، فَتَعَاقَبُوهَا إِلَى الظُّهْرِ مُنْذُ غُدْوَةٍ، يَقُومُ قَوْمُ وَيَقْعُدُ آخَرُونَ، فَقَالَ رَجُلٌ لِسَمُرَةَ: هَلْ كَانَتْ تُمَدُّ [٢] ؟ قَالَ: فَمِنْ أَيْشٍ [٣] تَعْجَبُ؟ مَا كَانَتْ تُمَدُّ إِلَّا مِنْ هَا هُنَا، وَأَشَارَ إِلَى السَّمَاءِ، وَأَشَارَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ إِلَى السَّمَاءِ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ [٤] .

وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عن أبيه، أنّ سليمان أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَدِيَّةٍ فَقَالَ: «لِمَنْ أَنْتَ» ؟ قَالَ لِقَوْمٍ، قَالَ: «فَاطْلُبْ إِلَيْهِمْ أَنْ يُكَاتِبُوكَ» ، قَالَ: فَكَاتَبُونِي عَلَى كَذَا وَكَذَا نَخْلَةٍ أَغْرِسُهَا لَهُمْ، وَيَقُومُ عَلَيْهَا سَلْمَانُ حَتَّى تُطْعِمَ، قَالَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَرَسَ النَّخْلَ كُلَّهُ، إِلَّا نَخْلَةً وَاحِدَةً غَرَسَهَا عُمَرُ، فَأَطْعَمَ نَخْلُهُ مِنْ سَنَتِهِ إِلَّا تِلْكَ النَّخْلَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ غَرَسَهَا» ؟ قَالُوا: عُمَرُ، فَغَرَسَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فحملت من عامها. رواته ثقات [٥] .


[١] أخرجه البخاري ٤/ ١٧٠- ١٧١ في المناقب، باب علامات النبوّة في الإسلام، ومسلّم (٢٠٣٩) في كتاب الأشربة، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك، ويتحقّقه تحقّقا تاما. والحديث طويل: وبعضه في دلائل النبوّة لأبي نعيم ٢/ ١٤٧، والترمذي (٣٧٠٩) ، ومثله أنساب الأشراف للبلاذري ١/ ٢٧٢- ٢٧٣ عن وائلة بن الأسقع.
[٢] أي تمدّ بطعام. (انظر ألوفا بحقوق المصطفى ١/ ٢٨٠) .
[٣] بمعنى «أيّ شيء» ، وهذه الصيغة مستعملة عند الشاميين، قال بعضهم أنه لفظ مولّد. (انظر شفاء الغليل للخفاجي) .
[٤] أخرجه الدارميّ في السنن، المقدّمة ٩، والترمذي (٣٧٠٤) في المناقب.
[٥] رواه أحمد في المسند ٥/ ٣٥٤ وهو أطول مما هنا، وفي فتح الباري ٦/ ٦٠٠. رواه الترمذي والنسائي.