للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعلام، ومقريء الكوفة فِي زمانه. قرأ عَلَى يحيى بْن وثّاب وغيره، وحدّث عَنْ أنس بْن مالك، وابن أَبِي أَوْفَى، وزيد بْن وهب، ومُرّه الطّيّب، ومجاهد، وخَيْثَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن، وذَرّ الهَمْداني، وأَبِي صالح السّمّان، وغيرهم. وعَنْه ابنه مُحَمَّد، ومنصور، والأعمش، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وشُعْبَة، وخلْق كثير.

قَالَ أَبُو خَالِد الأحمر: أُخْبِرْتُ أن طلحة بْن مُصَرِّف شُهِر بالقراءة، فقرأ عَلَى الأعمش لينسلخ ذَلِكَ عَنْه [١] ، فسمعت الأعمش يَقُولُ: كَانَ يأتي فيجلس عَلَى الباب حتى أخرج، فيقرأ، فما ظنُّكم برجلٍ لا يُخْطئ ولا يلحن. وقَالَ مُوسَى الْجُهَنِيُّ: سَمِعْتُ طلحة بْن مُصَرِّف يَقُولُ: قد أكثرتُم فِي عثمان، ويأبى قلبي إلا أن يحبَّه [٢] . وعَنْ عَبْد الملك بْن أبجر قَالَ: ما رأيت طلحة بْن مُصَرِّف فِي مَلأ، إلا رأيت لَهُ الفضْلَ عليهم [٣] .

وقَالَ الحَسَن بْن عَمْرو: قَالَ لي طلحة بْن مُصَرِّف: لولا أنّي عَلَى وضوءٍ لأخبرتُك بما تَقُولُ الرافضة [٣] . وقَالَ فُضَيْل بْن غَزْوان: قِيلَ لطلحة ابن مُصَرِّف: لو ابتعتَ طعامًا ربِحْتَ فيه، قَالَ: إنّي اكره أن يعلم اللَّه من


[ () ] أنساب العرب ٣٩٤، العيون والحدائق لمجهول ٣/ ٣٧١، الكامل في التاريخ ٥/ ١٧٥، صفة الصفوة ٣/ ٩٦- ٩٨ رقم ٤١٧، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ج ١/ ٢٥٣- ٢٥٤ رقم ٢٧٢، الاشتقاق ٤٢٤، نقط العروس (في رسائل ابن حزم- تحقيق د. إحسان عباس) ٢/ ١١٣، الجمع بين رجال الصحيحين ١/ ٢٣٠، تهذيب الكمال ٢/ ٦٣١، تحفة الأشراف ١٣/ ٢٤١ رقم ١١٢٣، سير أعلام النبلاء ٥/ ١٩١- ١٩٣ رقم ٧٠، العبر ١/ ١٣٩، الكاشف ٢/ ٤٠ رقم ٢٥٠٣، مرآة الجنان ١/ ٢٤٣، جامع التحصيل ٢٤٥ رقم ٣١٢، الوافي بالوفيات ١٦/ ٤٨٣- ٤٨٤ رقم ٥٢٦، غاية النهاية ١/ ٣٤٣، تهذيب التهذيب ٥/ ٢٥- ٢٦ رقم ٤٣، تقريب التهذيب ١/ ٣٧٩- ٣٨٠ رقم ٤١، خلاصة تذهيب التهذيب ١٨٠، شذرات الذهب ١/ ١٤٥.
[١] في سير أعلام النبلاء ٥/ ١٩١ «لينسلخ ذلك الاسم عنه» وقال في شذرات الذهب ١/ ١٤٥:
«كان يسمّى سيّد القرّاء، ولما علم إجماع أهل الكوفة على أنه أقرأ من بها ذهب ليقرأ على الأعمش رفيقه لتنزل رتبته في أعينهم، ويأبى الله إلّا رفعته» . زاد ابن الجوزي في صفة الصفوة ٣/ ٩٦ «فمال الناس إلى الأعمش وتركوا طلحة» ، وانظر: المعارف وثقات العجليّ والطبقات الكبرى، وغيره.
[٢] حلية الأولياء ٥/ ١٩، الثقات للعجلي ٣٢٦.
[٣] حلية الأولياء ٥/ ٢٠.