للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ [١] ، الزَّاهِدُ أَحَدُ الْعُبَّادِ الْمَذْكُورِينَ صَحِبَ الْحَسَنَ.

أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ شَوْذَبٍ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ.

وَكَانَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَهْوَنَ مِنَ الْوَرَعِ «دَعْ مَا يريبك إلى ما لا يُرِيبُكَ» .

قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: كَانَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ يَفْتَحُ بَابَ حَانُوتِهِ فَيَضَعُ الدَّوَاةَ وَالدَّفْتَرَ وَيُرْخِي سِتْرَهُ وَيُصَلِّي فَإِذَا أَحَسَّ بِإِنْسَانٍ قَدْ جَاءَ يُقْبِلُ عَلَى حِسَابِهِ يُوهِمُ أَنَّهُ كَانَ فِي الْحِسَابِ.

وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: كَانَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ يَقُولُ: لَوْلا الْمَسَاكِينُ مَا اتَّجَرْتُ.

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كنت إذا رأيت حسان كَأَنَّهُ أَبَدًا مَرِيضٌ. وَرَوَى الْبُرْجُلانِيُّ عَنْ عَبْدِ الجبار بن النضر أن حسان مَرَّ بِغُرْفَةٍ فَقَالَ: مُذْ كَمْ بُنِيَتْ هَذِهِ؟ ثُمَّ قَالَ: يَا نَفْسُ وَمَا عَلَيْكِ تَسْأَلِينَ عَنْ هَذَا! فَعَاقَبَهَا بِصَوْمِ سَنَةٍ.

وَقَالَ الشَّاذَكُونِيُّ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا بِالْعِرَاقِ مِنَ الأَبْدَالِ أَحَدٌ؟ قَالَ:

بَلَى، مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ وَحَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ وَمَالِكُ بن دينار.

حسان بن عطية الدمشقيّ [٢]- ع- أبو بكر المحاربي مولاهم.


[١] قال ابن حبان: كنيته ابو عبد الله، كان يشبّه بأبي ذر الغفاريّ في زهده وتقشّفه. المشاهير ١٥٢، التاريخ الكبير ٣/ ٣٥. تهذيب التهذيب ٢/ ٢٤٩. التقريب ١/ ١٦١، الخلاصة ٧٦، المعرفة والتاريخ ٢/ ٦٨ و ٦٩.
[٢] التاريخ الكبير ٣/ ٣٣، المشاهير ١٨٠، تهذيب ابن عساكر ٤/ ١٤٣ و ١٤٤، حلية الأولياء ٦/ ٧٠، تهذيب التهذيب ٢/ ٢٥١، التقريب ١/ ١٦٢، ميزان الاعتدال ١/ ٤٧٩، الخلاصة ٧٦، الجرح ٣/ ٢٣٦، تاريخ أبي زرعة ٢/ ٧١٢، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . سير أعلام النبلاء ٥/ ٤٦٦ رقم ٢١٢.