للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرَّقَاشِيُّ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: وَيْحَكَ يَا يَزِيدُ مَنْ يَتَرَضَّى عَنْكَ رَبَّكَ وَمَنْ يَصُومُ لَكَ أَوْ يُصَلِّي لَكَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا مَعْشَرُ مَنِ الْقَبْرُ بَيْتُهُ وَالْمَوْتُ مَوْعِدُهُ أَلا تَبْكُونَ.

قَالَ: فَبَكَى حَتَّى تَسَاقَطَتْ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ.

يَزِيدُ بن أبي حبيب الفقيه [١]- ع- أبو رجاء الأزدي.

مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ أَحَدُ الأَعْلامِ وَشَيْخُ تِلْكَ النَّاحِيَةِ. وَكَانَ أَسْوَدَ حَبَشِيًّا.

قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وُلِدَ تَقْرِيبًا فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ أَبِي مِنْ أَهْلِ دَنْقَلَةَ وَنَشَأْتُ بِمِصْرَ وَهُمْ عَلَوِيَّةٌ فَقَلَبْتُهُمْ عُثْمَانِيَّة.

قُلْتُ: رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ [٢] وَأَبِي الطفيل وإبراهيم ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَعَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ وَخَلْقٍ كَثِيرٍ حَتَّى إِنَّهُ رَوَى عَنْ تَلامِذَتِهِ.

وعنه سعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شُرَيْحٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَطَائِفَةٌ.

قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ مِصْرَ وَكَانَ حَلِيمًا عَاقِلا وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الْعِلْمَ وَالْمَسَائِلَ وَالْحَلالَ وَالْحَرَامَ بِمِصْرَ، وَقَبْلَ ذَلِكَ كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فِي التَّرْغِيبِ وَالْمَلاحِمِ وَالْفِتَنِ.

وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ عَالِمُنَا وَسَيِّدُنَا يُقَالُ إِنَّهُ وُلِدَ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ.

وَقَالَ اللَّيْثُ ثنا عُبَيْدُ الله بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب وهما جوهرتا


[١] التاريخ الكبير ٨/ ٣٢٤، المشاهير ١٢٢، الجرح ٩/ ٢٦٧، تهذيب التهذيب ١١/ ٣١٨، التقريب ٢/ ٣٦٣. طبقات ابن سعد ٧/ ٥٠٧. الخلاصة ٤٣٠. التاريخ لابن معين ٢/ ٦٦٨ رقم ٥١٤٤.
تاريخ أبي زرعة ١/ ٢١٩. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) .
[٢] بفتح الجيم.