للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثُمَّ تَرَاجَعَ النَّاسُ.

وَقَدْ أَتَى ذَلِكَ مُطَوَّلًا [١] .

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أَجْمَلَ النَّاسِ وَجْهًا، وَأَجْوَدَهُمْ كَفًّا، وأشجعهم قلبا، خرج وَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَرَكِبَ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيًا [٢] ، ثُمَّ رَجَعَ، وَهُوَ يَقُولُ: لَنْ تُرَاعُوا، لَنْ تُرَاعُوا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [٣] .

وَقَالَ حَاتِمُ بْنُ اللَّيْثِ الْجَوْهَرِيُّ: ثنا حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، ثنا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَالَكَ أَفْصَحُنَا وَلَمْ تَخْرُجْ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا؟ قَالَ: «كَانَتْ لُغَةُ إِسْمَاعِيلَ قَدْ دَرَسَتْ، فَجَاءَ بِهَا جِبْرِيلُ فَحَفَّظَنِيهَا» . هَذَا مِنْ «جُزْءِ الْغِطْرِيفِ [٤] » . وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَفْصَحَكَ، مَا رَأَيْتُ الَّذِي هُوَ أَعْرَبُ مِنْكَ، قَالَ: «حُقَّ لِي، وَإِنَّمَا أُنْزِلَ القرآن بلسان عربيّ مبين» [٥] .


[١] كذا في نسخة دار الكتب، وهو الصواب، وفي الأصل وفي (ع) : «وسيأتي هذا» .
[٢] زاد في الصحيح: (في عنقه السيف) .
[٣] أخرجه البخاري في الجهاد والسير ٤/ ١٠- ١١ باب السرعة والركض في الفزع، ومسلم (٢٣٠٧) في كتاب الفضائل، باب في شجاعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وتقدّمه للحرب، وأحمد في المسند ٣/ ٢٦١، والبيهقي في دلائل النبوّة ١/ ٢٧٩، وابن سعد ١/ ٣٧٣، وابن كثير في البداية والنهاية ٦/ ٣٧.
[٤] انظر بمعناه: صحيح مسلم (٢٣٠٨) في كتاب الفضائل، باب كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أجود الناس بالخير من الريح المرسلة، وشمائل الترمذي ١٨٩- ١٩٠ رقم ٣٤٦، وابن سعد ١/ ٣٧٥، ودلائل النبوّة للبيهقي ١/ ٢٨٠، والبداية والنهاية ٦/ ٤٢.
[٥] ونحوه ما رواه البخاري في المناقب ٤/ ١٥٦ باب نزل القرآن بلسان قريش، ومثله في فضائل القرآن ٦/ ٩٧، باب نزل القرآن بلسان قريش والعرب قرآنا عربيا، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ.