للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَنَّهُ صَيَّرَ مَالِي وَمَالَهُ وَاحِدًا [١] .

عَلِيُّ بْنُ بكّار قال: كان الحصاد أحبّ إلى ابن أَدْهَمَ مِنَ اللِّقَاطِ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ لا يَرَى بِاللِّقَاطِ بَأْسًا، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَفْقَهَ [٢] ، وَكَانَ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ بَنِي عِجْلٍ، كَرِيمَ الْحَسَبِ، وَكَانَ إِذَا عَمِلَ ارْتَجَزَ وَقَالَ:

اتَّخِذِ اللَّهَ صَاحِبًا ... وَدَعِ النَّاسَ جَانِبًا

وَكَانَ يَلْبَسُ فِي الشِّتَاءِ فَرْوًا بِلا قَمِيصٍ، وَفِي الصَّيْفِ شِقَّتَيْنِ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، يَتَّزِرُ بِوَاحِدَةٍ وَيَرْتَدِي بِأُخْرَى، وَيَصُومُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَلا يَنَامُ اللَّيْلَ، وَكَانَ يَتَفَكَّرُ، فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْحَصَادِ أَرْسَلَ بَعْضَ أصحابه يحاسب صاحب الزرع، ويجيء بِالدَّرَاهِمِ فَلا يَمَسُّهَا بِيَدِهِ [٣] .

قَالَ ابْنُ بَكَّارٍ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: اذْهَبُوا فَكُلُوا بِهَا- يَعْنِي أُجْرَتَهُ- شَهَوَاتِكُمْ، وَإِذَا لَمْ يَحْصُدْ أَجَّرَ نَفْسَهُ فِي حِفْظِ الْبَسَاتِينِ وَالْمَزَارِعِ.

وَكَانَ يَطْحَنُ بيد واحدة مديا [٤] مِنْ قَمْحٍ [٥] .

وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ: دَعَا الأَوْزَاعِيُّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، فَقَصَّرَ فِي الأَكْلِ، فَقَالَ: لِمَ قَصَّرْتَ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ قَصَّرْتَ فِي الطَّعَامِ [٦] .

بِشْرٌ الْحَافِي: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا قَعَدَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ ابن أَدْهَمَ، تَحَرَّزَ مِنَ الْكَلامِ [٧] .

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ طَالُوتَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ قَالَ: مَا صَدَقَ اللَّهَ عَبْدٌ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ [٨] .


[١] تهذيب تاريخ دمشق ٢/ ١٨٢.
[٢] تهذيب تاريخ دمشق ٢/ ١٩٣.
[٣] حلية الأولياء ٧/ ٣٧٣، تهذيب تاريخ دمشق ١٨٢، و ١٩٣.
[٤] في الأصل «مدين» .
[٥] حلية الأولياء ٧/ ٣٧٣، تهذيب تاريخ دمشق ٢/ ١٨٢، ١٨٣.
[٦] تهذيب تاريخ دمشق ٢/ ١٨٣.
[٧] تهذيب تاريخ دمشق ٢/ ١٨٥.
[٨] حلية الأولياء ٨/ ١٩، ٢٠ و ٣١، والتذكرة الحمدونية ١/ ١٧٤ رقم ٤٠٠.