للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هُوَ: أَنِ اغْسِلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ، فَقَامُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَّلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ، ويصبّون الْمَاءَ فَوْقَ الْقَمِيصِ وَيَدْلُكُونَهُ بِالْقَمِيصِ دُونَ أَيْدِيهِمْ، فَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَّلَهُ إِلَّا نِسَاؤُهُ.

صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [١] .

وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَخَذُوا فِي غُسْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ الدَّاخِلِ «لَا تُخْرِجُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَمِيصَهُ» [٢] .

وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيٌّ، وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ، وَعَلَى يَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خِرْقَةٌ يُغَسِّلُهُ بِهَا، فَأَدْخَلَ يَدَهُ تَحْتَ الْقَمِيصِ وَغَسَّلَهُ وَالْقَمِيصُ عَلَيْهِ. فِيهِ ضَعْفٌ [٣] .

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَسَّلَهُ عَلِيٌّ، وَأُسَامَةُ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَأَدْخَلُوهُ قَبْرَهُ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ وَهُوَ يُغَسِّلُهُ:


[١] في الجنائز (٣١٤١) باب في ستر الميت عند غسله، والبلاذري في أنساب الأشراف ١/ ٥٦٩ وأحمد في المسند. / ٢٦٧، والطبري في تاريخه ٣/ ٢١٢، وابن هشام في السيرة ٤/ ٢٦٣.
[٢] رواه ابن ماجة في الجنائز (١٤٦٦) باب ما جاء في غسل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولفظه: «لا تنزعوا» وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده ضعيف لضعف أبي بردة، واسمه عمر بن يزيد التيمي، وقول الحاكم: إن الحديث صحيح، وأبو بردة هو يزيد بن عبد الله- وهم، لما ذكره المزّي في الأطراف والتهذيب. وانظر طبقات ابن سعد ٢/ ٢٧٦، وأنساب الأشراف.
[٣] لضعف يزيد بن أبي زياد. وهو أبو عبد الله القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي، كان من أئمّة الشيعة الكبار، وتوفي سنة ١٣٦ هـ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ: لَيْسَ حديثه بذاك، وقال مرة: ليس بالحافظ، وقال عثمان الدارميّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَقَالَ أَبُو يعلى الموصلي عن ابن معين: ضعيف، وقال العجليّ: جائز الحديث، وكان بآخره يلقن، وقال أبو زرعة: ليّن يُكتب حديثه ولا يُحتجّ بِهِ، وقال أَبُو حاتم: ليس بالقويّ، وقال الجوزجاني:
سمعتهم يضعفون حديثه.. (انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر ١١/ ٣٢٩- ٣٣١ رقم ٦٣٠) .