للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقِيلَ: كَانَ الرَّشِيدُ يُجِلُّهُ وَيَحْتَرِمُهُ. وَقِيلَ: كَانَ شَاعِرًا، مُحْسِنًا، رَأْسًا فِي الْغِنَاءِ. اسْتَوْعَبَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْعَدِيمِ أَخْبَارَهُ فِي «تَارِيخِ حَلَبَ» [١] .

وناوله الرشيد عودا فيه عَشْرُ جَوْهَرَات، ثَمَنُهَا ثَلاثُونَ دِينَارًا، ثُمَّ قَالَ لَهُ:

كَفِّرْ بِهَذِهِ يَمِينَكَ. فَغَنَّاهُ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَا الرَّشِيدُ بِرُمْحٍ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً عَلَى إمرة مصر. وكان ذلك في سنة اثنتين وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [٢] . فَوَلِيَهَا سِتَّ سِنِينَ، فَعَدَلَ وَحَصَّلَ خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى إِمْرَةِ حَلَبَ.

وَقَدْ ذَكَرَهُ «ابْنُ عَسَاكِرَ» [٣] مُخْتَصَرًا.

١٨- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ الدِّمَشْقِيُّ الْفَقِيهُ [٤] .

- د. ت- ن. - مَوْلَى الْعُمَرَيْنِ.

صَحِبَ الأَوْزَاعِيَّ وَلازَمَهُ، وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ.

وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَعِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَطَّارُ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [٥] : كان من أجلّ أصحاب الأوزاعيّ وأقدمهم [٦] .


[١] المعروف ب «بغية الطلب في تاريخ حلب» .
[٢] في الولاة والقضاة ١٣٨ قدم إسماعيل إلى مصر من قبل الرشيد في شهر رمضان سنة ١٨١ هـ. فوليها إلى أن صرف عنها في جمادى الآخرة سنة ١٨٢ هـ.
والمؤلّف- رحمه الله- أثبت هنا رواية ابن عساكر، وليس فيها سنة تولية إسماعيل على مصر، ولا سنة عزله عنها.
[٣] في تاريخ دمشق ٢/ ٤٢١ ب.
[٤] انظر عَنْ (إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن سَمَاعة) في:
التاريخ الكبير ١/ ٣٦٣ رقم ١١٥١، وتاريخ الثقات للعجلي ٦٥ رقم ٨٨، والجرح والتعديل ٢/ ١٨٠ رقم ٦١٠، والثقات لابن حبّان ٨/ ٩٢، وتهذيب تاريخ دمشق ٣/ ٢٣، ٢٤، وتهذيب الكمال ٣/ ١٢٣، ١٢٤ رقم ٤٥٨، والمعجم الصغير للطبراني ١/ ٨٤، ٨٥، والكاشف ١/ ٧٤ رقم ٣٩٠، وتهذيب التهذيب ١/ ٣٠٩ رقم ٥٦٦، وتقريب التهذيب ١/ ٧١ رقم ٥٢٥، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٥، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (من تأليفنا) ج ١/ ٤٧٢، ٤٧٣ رقم ٣١١.
[٥] في الجرح والتعديل ٢/ ١٨٠.
[٦] زاد بعد ذلك: «وهو أحبّ إليّ من عبد السلام بن مكلبة» . وابن مكلبة من أصحاب الأوزاعي، ويأتي.