للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقِيلَ لَهُ: قَدْ غَلا السِّعْرُ، فَادْعُ اللَّهَ. قَالَ: مَا أُبَالِي وَلَوْ حَبَّةٌ [١] بِدِينَارٍ، إِنَّ للَّه عَلَيْنَا أَنْ نَعْبُدَهُ كَمَا أَمَرَنَا، وَعَلَيْهِ أَنْ يَرْزُقَنَا كَمَا وَعَدَنَا [٢] .

وَعَنْ حَسَنِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: رَأَيْتُ الصِّبْيَانَ يَرْمُونَ الْبُهْلُولَ بِالْحَصَى، فَأَدْمَتْهُ حَصَاةٌ فَقَالَ:

رُبَّ رَامٍ لِي بِأَحْجَارِ الأَذَى ... لَمْ أَجِدْ بُدًّا مِنَ الْعَطْفِ عَلَيْهِ

فَقُلْتُ: تَعْطِفُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ يَرْمُونَكَ؟ قَالَ: اسْكُتْ! لَعَلَّ اللَّهَ يَرَى غَمِّي وَوَجَعِي وَشِدَّةَ فَرَحِهِمْ، فَيَهَبُ بَعْضَنَا لِبَعْضٍ [٣] .

وَمِمَّا نُقِلَ عَنْهُ قَالَ: مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ أَكْبَرَ هَمِّهِ أَتَتْهُ الدُّنْيَا رَاغِمَةً.

ثُمَّ قَالَ:

يَا خَاطِبَ الدُّنْيَا إِلَى نَفْسِهِ ... تَنَحَّ عَنْ خِطْبَتِهَا تَسْلَمِ

إِنَّ الَّتِي تَخْطُبُ غَرَّارَةٌ ... قَرِيبَةُ الْعُرْسِ إِلَى الْمَأْتَمِ [٤]

وَقَدْ سَاقَ أَبُو الْقَاسِمِ الْمُفَسِّرُ فِي كِتَابِ «عُقَلاءِ المجانين» [٥] له حكايات وأشعار. ولم أَجِدْ لَهُ وَفَاةً.

٣٨- بُهْلُولُ بْنُ مُؤَرِّقٍ، أَبُو غَسَّانَ [٦] .

عَنْ: مُوسَى بْنِ عَبِيدَةَ.

وَعَنْهُ: أَبُو خَيْثَمَةَ، وَالْفَلاسُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ أبو حاتم [٧] : لا بأس به.


[١] في الأصل «جبّة» ، والتصحيح من: فوات الوفيات، والوافي بالوفيات.
[٢] عقلاء المجانين ١٥٥، وفوات الوفيات ١/ ٢٢٩، والوافي بالوفيات ١٠/ ٣١٠.
[٣] عقلاء المجانين ١٤٣، وفوات الوفيات ١/ ٢١٢٩، والوافي بالوفيات ١٠/ ٣١٠، بزيادة بيتين.
[٤] عقلاء المجانين ١٥٠.
[٥] من صفحة ١٣٩ حتى صفحة ١٦٠ من المطبوع.
[٦] انظر عن (بهلول بن مورّق) في:
الجرح والتعديل ٢/ ٤٢٩، ٤٣٠ رقم ١٧١٠، والثقات لابن حبّان ٨/ ١٥٢، وتهذيب الكمال ٤/ ٢٦٣، ٢٦٤ رقم ٧٧٦، والكاشف ١/ ١١٠ رقم ٦٥٩، وتهذيب التهذيب ١/ ٤٩٩ رقم ٩٢٥، وتقريب التهذيب ١/ ١٠٩ رقم ١٥١.
[٧] في الجرح والتعديل ٢/ ٤٣٠.