للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وُلدت بسمرقَنْد.

وقال أبو عبد الرحمن السُّلميّ [١] : أنا أبو بكر محمد بن جعفر: نا الحسين بن عبد العزيز العسكريّ، كذا قال وصوابه ابن عبد الله العسكريّ، قال: ثنا ابن أخي أبي زُرْعة: ثنا محمد بن إسحاق بن راهَوَيْه، نا أبو عمّار [٢] ، عن الفضل بن موسى قال: كان الفُضَيّل بن عِياض شاطرًا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرْخَس. وكان سبب توبته أنّه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الْجُدران إليها سمع رجلا يتلو أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ من الْحَقِّ ٥٧: ١٦ [٣] فقال: يا ربّ قد آن. فرجع.

فآواه الليل إلى خَربةٍ، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: نرتحل؟ وقال قوم: حتى نُصْبح، فإنّ فُضَيْلا على الطريق يقطع علينا. فتاب الْفُضَيْلُ وأمّنهم [٤] . وجاور بالحَرَم حتّى مات.

إبراهيم بن اللَّيْث النَّخْشبيّ: نا عليّ بن خَشْرم: أخبرني رجل من جيران الْفُضَيْلِ من أبِيوَرْد قال: كان الفضيل يقطع الطّريق وحده، فبينا هو ذات لَيْلَةٍ وقد انتهت إليه القافلة، فقال بعضهم: اعدِلوا بنا إلى هذه القرية، فإن الفُضَيْل يقطع الطريق. فسمع ذلك وأرعد، فقال: يا قوم جُوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله.

وجاء نحوها من وجهٍ آخر فيه جَهْضَم، وهو ساقط.

وبالجملة فالشِّرْك أعظم من كل إفْك، وقد أسلَم خلقٌ صاروا أفضل هذه الأمَّة. نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى طاعته، فإنّ قلوب العباد بيده يصرّفها كيف يشاء.


[ (-) ] رميح يقول: سمعت إبراهيم بن نصر الضبي بسمرقند يقول: سمعت محمدا بن عليّ بن الحسن بن شقيق يقول: سمعت إبراهيم بن شمّاس، قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول:
ولدت بسمرقند ونشأت بأبيورد، ورأيت بسمرقند عشرة آلاف جوزة بدرهم» . (ص ٧، ٨) .
[١] الخبر ليس في طبقاته.
[٢] هو: الحسين بن حريث.
[٣] سورة الحديد، الآية ١٦.
[٤] الخبر في وفيات الأعيان ٤/ ٤٧، وتهذيب الكمال ٢/ ١١٠٣.