للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هم يمنعون الجار حتّى كأنّهم [١] ... لجازهم بين السِّماكَيْنِ مَنْزلُ [٢]

وعن الفضل بن بزيع قال: رأيت مروان بن أبي حفصه دخل على المهديّ بعد موت مَعْن بن زائدة، فأنشده. فقال: من أنت؟ قال: شاعرك مروان. قال: ألست القائل:

وقلنا أين نَرْحَلُ بعد مَعْن ... وقد ذهب النَّوَالُ فلا نَوَالا؟

وقد جئتَ تطلب نَوَالا. خذوا برِجْلِه.

فلمّا كان بعد عام، تلطّف حتّى دخل مع الشعراء. وإنّما كانت الشعراء تدخل على الخُلفاء في العام مرّةً، فأنشده:

طرقَتْكَ زائرةٌ فحيِّ خيالَها ... بيضاءُ تخلِط بالحياء [٣] دلالَها

قادت فؤادك فاستقادوا وقبْلها [٤] ... قاد القلوبَ إلى الصِّبا وأمالها

منها:

هل يطلبون [٥] من السماء نُجُومَها ... بأكُفِّهم أو يَسْتُرُون [٦] هلالَها

أو تدفعُون [٧] مقالةً عن ربّكم ... جبريلُ بلغها النّبيّ فقالها

شهِدَتْ من الأنفال آخرُ آيةٍ ... ببراءتهم [٨] فأردتم إبطالها.

يعني بني العبّاس وبني عليّ. فرأيت المهديّ وقد زحف من صدر


[١] في المصادر «كأنما» .
[٢] البيتان من قصيدة لاميّة في:
طبقات الشعراء لابن المعتز ٤٣، ٤٤، والشعر والشعراء ٦٥٧٢، وحماسة ابن الشجري ١٠٩، ١١٠، والعقد الفريد ١/ ١٣٥، وأمالي المرتضى ١/ ٥٨٧، والأغاني ١٠/ ٩٠، وزهر الآداب ٨٤٣، ووفيات الأعيان ٥/ ١٩٠، ولباب الآداب ٢٦٥ و ٣٦٥، وسير أعلام النبلاء ٨/ ٤٢٣، والتذكرة الحمدونية ٢/ ١٥٢ (البيت الثاني) ، و ٢/ ٣٠٧، ومحاضرات الأدباء ١/ ٢٢٦، والمستطرف ١/ ١٣٥، والعقد الفريد ١/ ٣٥٦، وشعر مروان ٢٥٧.
[٣] في الأغاني ١٠/ ٨١ و ٨٧ «بالجمال» .
[٤] في الأغاني «ومثلها» .
[٥] في الأغاني وفي تاريخ بغداد «هل تطمسون» .
[٦] في الأغاني وفي تاريخ بغداد «بأكفكم أو تسترون» .
[٧] في الأغاني «أو تجحدون» .
[٨] في الأغاني وفي تاريخ بغداد «بتراثهم» .