للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تجعل الكفرَ بموضع الشُّكر، والعقابَ بموضع الثواب. فقد، والله، سهلت لك الوعور، وجُمعت عَلَى خوفك ورجائك الصُّدُور. وشددت أَوَاخي مُلكك بأوثق مِن رُكني يَلَمْلَم [١] .

فأعاده إلى محبسه، ثمّ أقبل علينا وقال: والله لقد نظرت إلى موضع السيف مِن عُنقه مرارًا، فمنعني مِن قتله إبقائي عَلَى مثله.

قَالَ: فأراد يحيى بْن خَالِد أن يضع مِن عَبْد المُلْك إرضاءً للرشيد، فقال لَهُ: يا عَبْد المُلْك بلغني أنّك حقود. قَالَ: أيُّها الوزير إنْ كَانَ الحِقْد هُوَ بقاء الخير والشّرّ، إنّهما لَبَاقيان في قلبي [٢] .

فقال الرشيد: ما رَأَيْت أحدًا أقبحَ للحقد بأحسن مِن هذا [٣] .

ويقال إنّه إنّما حبسه لمّا رآه نظيرًا لَهُ في أشياء مِن النُّبل والفصاحة.

مات بالرَّقَّة سنة ستٌّ وتسعين ومائة. قاله خليفة بْن خيّاط [٤] .

١٨٨- عَبْد المُلْك بْن الصّبّاح المسْمعيّ [٥] الصَّنْعانيّ ثمّ البصْريّ- خ. م. ن. ت. -


[١] يلملم: بفتح أوله وثانيه، جبل على ليلتين من مكة، من جبال تهامة، وأهله كنانة، تنحدر أوديته إلى البحر، وهو في طريق اليمن إلى مكة، وهو ميقات من حجّ من هناك. (معجم ما استعجم ٤/ ١٣٩٨) فركن يلملم هو الركن اليماني.
وقارن النص بما في العقد الفريد ٢/ ١٥٢، ١٥٣ ففيه زيادة.
[٢] تحسين القبيح ٤٦، ٤٧، ووفيات الأعيان ٧/ ٥٥، والأجوبة المسكتة، رقم ٢٥٨، ومحاضرات الأدباء ١/ ٢٥١، وديوان المعاني ١/ ١٣٢، ونثر الدر ١/ ٤٤٧، وتاريخ الموصل ٢٦٥، وزهر الآداب ٦٦٠، والتذكرة الحمدونية ٢/ ١٨١، ١٨٢ رقم ٤٣٣، والكامل في التاريخ ٦/ ٧٣٢، والشريشي ١/ ٤٢، ٤٣، وذيل تاريخ بغداد ١٥/ ٦٤، ٦٥، وتاريخ اليعقوبي ٢/ ٢٢٤.
[٣] وفيات الأعيان ٧/ ٥٥.
[٤] في تاريخه.
[٥] انظر عن (عبد الملك بن الصبّاح المسمعي) في:
معرفة الرجال لابن معين ١/ رقم ٤١٦، والتاريخ الكبير ٥/ ٤٢٠ رقم ١٣٦١، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة ٩٨، والكنى والأسماء للدولابي ٢/ ٩٩، والجرح والتعديل ٥/ ٣٥٤ رقم ١٦٧٤، والثقات لابن حبّان ٨/ ٣٨٥، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢/ ٨٥٤، والكاشف ٢/ ١٨٥ رقم ٣٥٠٤، وميزان الاعتدال ٢/ ٦٥٦ و ٦٥٧ رقم ٢١٦ و ٥٢١٧، وتهذيب