للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثُمَّ قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ.

أخبرنا أبو إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أَنَا أبو الفضائل الكاغِديّ، أنا أبو عليّ الحدّاد، أنا أبو نُعَيم الحافظ، نا عليّ بن هارون: ثنا موسى بن هارون الحافظ: سمعت ابن زَنْجَوَيْه- فيما أرى يذكر- أنّ إدريس بن يحيى الخَوْلانيّ كان بمصر كبِشْر بن الحارث عندنا ببغداد. قال موسى: ولا أظنُّهم كانوا يقدّمون عليه أحدًا.

وَبِهِ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ حَرْمَلَةَ: ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ أَبِي شِهَابٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَليْه وسلم قال: «يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ بِيَدِهِ وَالسَّمَاوَاتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ» . قال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيتُ في الصُّوفية عاقلًا إلّا إدريس بن يحيى الخَوْلَانيّ.

قلت: كان إدريس بن يحيى من سادة الأولياء بالدّيار المصريّة، رحمه الله ورضي عنه.

وقَالَ ابنُ أبي حاتم [١] : سُئِل أبو زُرْعة عنه فقال: رجل صالح من أفاضل المسلمين، صدوق.

وعن عبد الله بن عبد الحَكَم: سمعت ابن وهْب يقول: ما رأيت صوفيّا قطّ


[ () ] فلما قدم اعتنقه وقبّل بين عينيه ثُمَّ قَالَ: أَلا أَهَبُ لَكَ، أَلا أُبَشِّرُكَ، ألا أمنحك، ألا أتحفك؟
قال: نعم يا رسول الله. قال: تصلّي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة ثم تقول بعد القراءة وأنت قائم قبل الركوع: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ للَّه، وَلا إِلَهَ إِلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولهنّ عشرا تمام هذه الركعة قبل أن تبتدئ الركعة الثانية، تفعل في الثلاث ركعات كما وصفت لك حتى تتمّ أربع ركعات» . وقال الْحَاكِمُ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ ومما يستدل به على صحّة هذا الحديث استعمال الأئمّة من أتباع التابعين إلى عصرنا هذا إيّاه ومواظبتهم عليه وتعليمهن الناس منهم عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه.
[١] في الجرح والتعديل ٢/ ٢٦٥.