وقال الدوريّ: قال ابن معين: «ما كتبت عن عبّاد بن صهيب، وقد سمع من أبي بكر بن نافع. وأبو بكر بن نافع قديم. يروي عنه مالك بن أنس. قلت ليحيى: هكذا تقول في كل داعية لا يكتب حديثه إن كان قدريّا أو رافضيا أو غير ذلك من أهل الأهواء، من هو داعية؟ قال: لا يكتب عنهم إلّا أن يكونوا ممّن يظنّ به ذاك، ولا يدعو إليه، كهشام الدستوائي، وغيره، ممّن يرى القدر ولا يدعو إليه» . (تاريخ ابن معين ٢/ ٢٩٢) . وقال أحمد بن حنبل: رأيته بالبصرة غير مرة وكان القدرية تنتحله، وما كان بصاحب كذب، وكان عنده من الحديث أمر عظيم، وكان قد سمع من الأعمش، (العلل ومعرفة الرجال ٣/ ١٠١ رقم ٤٣٨٧) . وقال الجوزجاني: كان غاليا في بدعته مخاصما بأباطيله. (أحوال الرجال ١١٢ رقم ١٧٨) . وقال النسائي: متروك الحديث. وقال العقيلي: بصريّ كان يرى القدر. وقال عليّ بن المدينيّ: قلت ليحيى بن سعيد: إن في كتاب عبّاد بن صهيب أحاديث عن الجعد بن أوس يقال فيها: سمعت السائب بن يزيد، فقال يحيى: أخذت أطرافها من حكيم فما صحّح الجعد منها حرفا ولا وقف عليه. وقال علي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخذت من حكيم أطراف الجعد بن أوس أشياء، عن السائب بن يزيد، قال يحيى: فوقفت الجعد عليها فلم يقف منها على كل حرف كان يقول: حدّثني يزيد بن خصيف، عن السائب، يعني يحيى: حكيم صاحب الحنقان رجل كان يطلب الحديث مع عبّاد بن صهيب، وكانت هذه الأحاديث في كتاب عبّاد، سمعت السائب. وقال العقيلي: سمعت جدّي- رحمه الله- يقول: كنّا نختلف إلى عبّاد بن صهيب لموضع الإسناد الّذي كان عنده وكنّا نلزم حجّاج في المصنّفات، فقيل لحجّاج: إن هاهنا قوما يكتبون عن عبّاد بن صهيب ويختلفون إليه. فلما حضرنا المجلس وخرج حجّاج قام إليه رجل، فقال: يا أبا محمد أترضى أن يحضر مجلسك وليسمع منك من يكتب القدرية، فرأيت الحجّاج اصفرّ لونه وانتفض ثم قال: أقسم باللَّه على رجل يحضر مجلسي ويسمع ويكتب عني حديثا ممّن يكتب عن عبّاد بن صهيب. قال جدّي: فلم أعد إلى عبّاد بعد ذلك. (الضعفاء الكبير للعقيليّ ٣/ ١٤٤ و ١٤٥) . وقال أبو بكر بن أبي شيبة: تركنا حديث عبّاد بن صهيب قبل أن يموت بعشرين سنة. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عبّاد بن صهيب، فقال: ضعيف الحديث، منكر الحديث، ترك حديثه. (الجرح والتعديل ٦/ ٨١ و ٨٢) . وقال ابن حبّان: كان قدريا داعيا إلى القدر ومع ذلك يروي المناكير عن المشاهير التي إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع. (المجروحون ٢/ ١٦٤) . وقال ابن عديّ: قال لنا ابن حمّاد: متروك الحديث، قال الشيخ: [ابن عديّ] : ومن الرواة من إذا حدّث عنه يقول: ثنا أبو بكر الكليبي، ولا يسمّيه لضعفه عنده. (الكامل في ضعفاء الرجال