الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: فالتفت فرآني ثابت، فقال يمازحه: من كثر صلاته بالليل، حسن وجهه بالنهار، فظنّ ثابت لغفلته أن هذا الكلام الّذي قال شريك هو من الإسناد الّذي قرأه، فحمله مع ذلك، وإنما ذلك قول شريح بالإسناد الّذي قرأه، حديث ضعيف» . وذكره الحافظ أبو عبد الله الصوري في «فوائد في نقد الأسانيد» وقال: «روى هذا الحديث جماعة ضعفاء سرقوه من ثابت بن موسى، فرووه عن شريك، منهم: أبو الطاهر بن موسى بن محمد البلقاوي، وغيره. ورواه شيخ للمصريين ليس بثقة ولا بمأمون يقال له: الحسن بن عفير المصري، عن يوسف بن عديّ، عن شريك، والبلاء في ذلك من الحسن بن عفير، لأن يوسف بن عديّ ثقة لا يحتمل مثل هذا، والجملة في هذا الحديث أنه ليس بذي أصل، ولا يثبت عند الحفّاظ من أهل النقل، ولا يصحّ عند ذوي المعرفة والفضل، وكل من حدّث به عن شريك فهو غير ثقة ولا مأمون» . (الفوائد للصوري- بتحقيقنا- نشرته ملحقا بالفوائد المنتقاة والغرائب الحسان- وصدر عن دار الكتاب العربيّ- ص ١١٢، ١١٣) . وذكر الحديث ابن حبّان في (المجروحين ١/ ٢٠٧) والشهاب القضاعي في (المسند ١/ ٢٥٢ رقم ٢٩١) وابن ماجة في إقامة الصلاة والسّنّة فيها ١/ ٤٢٢، رقم الحديث (١٣٣٣) ، وابن جميح الصيداوي في (معجم الشيوخ- بتحقيقنا) ١٦٩ رقم ١١٦، والمختصر من المعجم (مخطوطة الظاهرية) ورقة ٩٩ ب، ١٠٠ أ، والخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد ١/ ٣٤١ و ١٣/ ١٢٦) وابن الجوزي في (الموضوعات ٢/ ١٠٩- ١١١) ، وأبو المحاسن القاوقجي في (اللؤلؤ المرصوع ٩٢) والعجلوني في (كشف الخفاء ١/ ٣٧٨) والعلويّ في (الفوائد المنتقاة بتحقيقنا) ٨٢ رقم ٤١. وقال ابن طاهر: ظنّ القضاعي أنّ الحديث صحيح لكثرة طرقه، وهو معذور، لأنه لم يكن حافظا. واتفق أئمة الحديث: ابن عدي، والدارقطنيّ، والعقيلي، وابن حبّان، والحاكم، على أنه من قول شريك لثابت. وقال ابن حجر المكّي في «الفتاوى» : أطبقوا على أنه موضوع مع أنه في سنن ابن ماجة. وقد فسّر بعضهم قوله: حسن وجهه بالنهار، يعني نهار يوم القيامة. (انظر: شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للتقيّ الفاسي ١/ ٢٧٠ بتحقيقنا) . وذكره الخليلي الحديث في (الإرشاد ١/ ١٢، ١٣) وقال: «صار هذا حديثا كان يسأل عنه» .