للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعاني الشِّعْر، وغير ذلك، وله كُتُبٌ لم يروها، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهريّين، تُباع كثيرة، في أصناف الفقه كلّه [١] .

قال: وبلغنا أنّه كان إذا صنف كتابًا أهداه إلى عبد الله بن طاهر، فيحمل إليه مالًا خطيرًا استحسانًا لذلك، وكُتُبه مُسْتَحْسَنَة مطلوبة في كلّ بلد. والرّواة عنه مشهورون ثقات ذَوُو ذِكْرٍ ونُبْل [٢] .

وقال: قد سُبق إليّ جَمْع كُتُبه، فمن ذلك: «المصنَّف الغريب» وهو أَجَلّ كتبه في الّلغة، فإنّه احتذى فيه كتاب النَّضْر بن شُمَيْلٍ الذي يسمّيه كتاب «الصِّفات» . بدأ فيه بخلْق الإنسان، ثمّ بخلق الفَرَس، ثمّ بالإِبل، فذكر صنْفًا بعد صنْف. وهو أكبر من كتاب أبي عُبَيْد وأجْوَد.

ومنها: كتاب «الأمثال» ، وقد صنَّف فيها قبله الأصْمَعيّ، وأبو زيد، وأبو عُبَيْدة، وجماعة، إلّا أنّه جمع رواياتهم في كتابه، وكتاب «غريب الحديث» أَوَّل من عمله أبو عُبَيْدة، وقُطْرَب، والأخفش، والنَّضْر، ولم يأتوا بالأسانيد، وعمل أبو عدنان البصْريّ كتابًا في «غريب الحديث» وذكر فيه الأسانيد، وصنّفه على أبواب السُّنَن، إلّا أنّه ليس بالكبير، فجمع أبو عبيد عامّةَ ما في كُتُبهم وفسّره، وذكر الأسانيد، وصنّف «المسند» على حدته، و «أحاديث كلّ رجلٍ من الصّحابة والتّابعين» على حِدَتهِ، وأجاد تصنيفه، فرغِب فيه أهل الحديث والفقه والّلغة، لاجتماع ما يحتاجون إليه فيه.

وكذلك كتابه في «معاني القرآن» ، وذلك أنّ أَوَّل مَنْ صَنَّفَ في ذلك من أهل الّلغة أبو عُبَيْدة، ثمّ قُطْرُب، ثمّ الأخفش، وصنَّف من الكوفيّين: الكِسائيّ، ثمّ الفرّاء، فجمع أبو عُبَيْد من كُتُبهم، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصّحابة، والتّابعين، والفُقَهاء، وروى النّصف منه، ومات [٣] .

وأمّا الفِقْه فإنّه عمد إلى مذهب مالك، والشّافعيّ، فتقلّد أكثر ذلك، وأتى


[١] تاريخ بغداد ١٢/ ٤٠٤.
[٢] تاريخ بغداد ١٢/ ٤٠٤.
[٣] تاريخ بغداد ١٢/ ٤٠٤، ٤٠٥.