للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأبو مسلم الكَجّيّ، وإبراهيم بْن محمد بْن الحارث، ومحمد بْن عليّ الفَرْقَديّ، والإصبهانيّون، والحَسَن بْن سُفْيان، وأبو يَعْلَى المَوْصِليّ وكانا يدلّسانه، يقولان:

سليمان أبو أيّوب فقط.

قال عَمْرو النّاقد: قدم سليمان الشَّاذَكُونِي بغدادَ، فقال لي أحمد بْن حنبل: اذْهَب بنا إلى سليمان نتعلَّم منه نقْدَ الرجال [١] .

وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كان أعلمنا بالرجال يَحْيَى بْن مَعِينٍ، وأحفظنا للأبواب سليمان الشَّاذَكُونيّ. وكان عليّ بْن المَدِينيّ أحفظنا للطّوال [٢] .

وقال عبّاس العَنْبَريّ، وَسُئِلَ: أيُّهُما كان أعلم بالحديث: الشَّاذَكُونِيّ أو ابن الْمَدِينِي؟ فقال: ابن الشَّاذَكُونِيّ بصغير الحديث، وعليّ بجليله [٣] .

وقال أَبُو عُبَيْد: انتهى العلم إلى أربعة- يعني عِلْمَ الحديث-: إلى أحمد بْن حنبل، وعليّ بْن الْمَدِينِي، ويَحْيَى بْن مَعِين، وَأبِي بَكْر بْن أبي شَيْبَة.

فكان أحمد أفقههم به، وكان عليّ أعلمهم به، وكان ابن مَعِين أجمعهم له، وكان أبو بكر أحفظهم له [٤] .

قال زكريّا السّاجيّ: وهم أبو عبيد، أحفظهم له سُليمان الشّاذَكُونِيّ [٥] .

رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ يَحْيَى الْقَطَّانِ وَعِنْدَهُ بُلْبُلٌ- يَعْنِي الْمُحَدِّثَ- كَانَ أَسْوَدَ، فَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّاذَكُونِيِّ كَلامٌ. فَقَالَ لَهُ الشَّاذَكُونِيُّ:

وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ.

فَقَالَ يَحْيَى: سُبْحَانَ اللَّهِ، تَقْتُلُهُ؟

قَالَ: نَعَمْ. أَنْتَ حَدَّثْتَنِي عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا. فاقتلوا منها كلّ أسود


[١] تاريخ بغداد ٩/ ٤١.
[٢] تاريخ بغداد ٩/ ٤١.
[٣] تاريخ بغداد ٩/ ٤١.
[٤] تاريخ بغداد ٩/ ٤٢.
[٥] تاريخ بغداد ٩/ ٤٢، الأنساب ٧/ ٢٣٩.