للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلتُ: يا أَبَا زُرْعَة، فأصحابنا البغداديّون؟

فقال: دع أصحابك، فإنَّهم أصحابُ مخاريق، ما رأيتُ أحفظَ من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة [١] .

وعن أبي عبيد قَالَ: أحسنهم وضْعًا لِكتَابٍ أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة [٢] .

قَالَ الخطيب [٣] : كَانَ متقنًا حافظًا. صنّف «المسند» و «الأحكام» و «التّفسير» ، وحدَّث ببغداد هُوَ وأخواه: القاسِم، وعُثْمَان.

قَالَ نَفْطَوَيْه فِي تاريخه: وفي سنة أربعٍ وثلاثين أشخص المتوكّل الفقهاءَ والمحدِّثينَ، فكان بيْنَهُم مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ، وإسحاق بْن أَبِي إسرائيل، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه الْهَرَويّ، وأبو بَكْر، وعثمان ابنا أَبِي شيبة، وكانا من الحفّاظ.

قَالَ: فَقُسِّمَت بينهم الجوائز، وأمرهم المتوكّل أن يُحدِّثوا بالأحاديث التي فيها الرّدُّ عَلَى الْمُعْتَزِلَة والْجَهْمِيَّة، فجلس عثمان فِي مدينة المنصور، واجتمعَ عَلَيْهِ نحوٌ من ثلاثين ألفًا. وجلس أَبُو بَكْر فِي مسجد الرّصافة، وكان أشدّ تقدُّمًا من أخيه، واجتمعَ عَلَيْهِ نحوٌ من ثلاثين ألفًا [٤] .

قَالَ البخاريّ [٥] : مات فِي الْمُحَرَّم سنة خمسٍ وثلاثين [٦] .

قلت: له كتابان كبيران نفيسان: «المسند» و «المصنّف» .

٢٢٧- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن هاني [٧] .

أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النَّيْسَابُوريّ النَّحْوِيّ تلميذ الأخفش الأوسط.


[١] تاريخ بغداد ١٠/ ٦٩.
[٢] تاريخ بغداد ١٠/ ٦٩.
[٣] في تاريخ بغداد ١٠/ ٦٦.
[٤] تاريخ بغداد ١٠/ ٦٧.
[٥] في تاريخه الصغير ٢٣٢.
[٦] وبها أرّخه ابن حبّان في (الثقات ٨/ ٣٥٨) وقال: «وكان متقنا حافظا ديّنا، ممن كتب وجمع وصنّف وذاكر، وكان أحفظ أهل زمانه بالمقاطيع» . وأرّخه الخطيب، وابن عساكر.
[٧] انظر عن (عبد الله بن محمد بن هانئ) في:
تاريخ بغداد ١٠/ ٧٢، ٧٣ رقم ٥١٨٧.