للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومات بالبصرة سنة خمسٍ وثلاثين ومائتين، وقيل: تُوُفِيّ سنة ستٍّ وعشرين بالبصرة.

٤١٨- محمد بْن يحيى بْن حمزة الدِّمشقيّ البَتَلْهِيّ [١] .

قاضي مدينة دمشق وابن قاضيها.

عَنْ: أَبِيهِ وجادَةً، وسُوَيْد بْن عَبْد العزيز.

وعنه: ابناه أحمد وعبيد، ومحمد بن الفيض الغساني.

مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

روي أَنَّهُ كَانَ لِمحمد بْن بَيْهَس الكِلابيّ بِنْت خطبها جماعة من الكبار، وامتنعَ عَنْ تزويجها. فشكت ذَلِكَ إلى محمد بْن يَحْيَى بْن حمزة القاضي، فراسله فامتنعَ. فزوّجها القاضي بكفؤ عَلَى كُرْهٍ من أبيها. ثُمَّ أثبتت البنت بأنّه كَفُؤ. وكان ذَلِكَ سبب الحرب بين اليَمَانيّة والقَيْسية.

فجمع ابن بَيْهس القيسيّة لهدْم بيت لِهْيَا قرية القاضي، وجمع القاضي اليمانية، وامتنعَ بِهم، فبقي الحرب بينهم خمس عشرة سنة، إلى أن قدم عَبْد اللَّه بْن طاهر.

وعن الْحَسَن بْن حامد: أنّ كتاب المأمون وردَ عَلَى متولّي دمشق بامتحان قاضي دمشق محمد بْن يحيى، فأجاب، وكان بعدُ يمتحن الشهود [٢] .

وقال غيره: كَانَ يَحْيَى بْن أكثم لَمّا قدِمَ مَعَ المأمون استعمل عَلَى قضاء دمشق محمد بْن يَحْيَى البَتَلْهِيّ، فلمّا ولي ابن أبي دؤاد القضاء عزله [٣] .


[١] انظر عن (محمد بن يحيى بن حمزة) في:
الثقات لابن حبّان ٩/ ٧٤، والتدوين في أخبار قزوين للرافعي ١/ ٤٣١، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٣٨/ ١٨٧، و ٤٦/ ١١٤ في ترجمة أبيه، والوافي بالوفيات ٥/ ١٨٣ رقم ٢٢٢٨، وقضاة دمشق ١٨.
و «البتلهي» : بفتح أوله وثانيه، وسكون اللام. نسبة إلى «بيت لهيا» قرية بغوطة دمشق.
وتوجد قرية بالاسم نفسه في البقاع بلبنان قرب الحدود مع الجمهورية العربية السورية حاليا شرقي عنجر.
[٢] تاريخ دمشق.
[٣] وقال ابن حبّان: «ثقة في نفسه، يتّقى حديثه، ما روى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ وأخوه عبيد، فإنّهما كان يدخلان عليه كل شيء» . (الثقات ٩/ ٧٤) .