للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: هذا الكلام أَبُو جاد الرفض. فإن آل محمد عليه السلام قد عادى بعضهم بعضًا على المُلْك، كآل العباس، وأل عليّ، وإنْ تبرأت من آل العبّاس لأجل آل عليّ فقد تبرّأت من آل محمد، وإنْ تبرّأت من آل عليّ لأجل آل العبّاس فقد تبرّأت من آل محمد. وإنْ تبرّأت مِن الّظالم منهما للآخر، فقد يكون الّظالم علويّا قاطبا، فكيف أبرأ منه؟ وإنْ قلت: ليس فِي آل عليّ ظالم.

فهو دعوى العصمة فيهم، وقد ظلم بعضهم بعضًا. فباللَّه اسكتوا حتّى نسكت، وقولوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ ٥٩: ١٠ [١] الآية.

قال البخاريّ [٢] : مات في شوّال سنة خمسين [٣] .

٢٣١- عَبّادة المخنّث [٤] .

صاحب نوادر ومُجُون. كان ببغداد في هذا العصر.

قيل: إنّه دخل على الواثق زمن محنة القرآن فقال: أعظَمَ اللَّه أجرك يا أمير المؤمنين.

قال: ويْلَك، فيمن؟

قال: فِي القرآن.

قال: والقرآن يموت؟

قال: أليس كلّ مخلوق يموت [٥] ؟ باللَّه مَن يصلّي بالنّاس التّراويح؟.


[١] سورة الحشر، الآية ١٠.
[٢] في تاريخيه الكبير، والصغير. والمجروحين لابن حبّان.
[٣] وقال ابن حبّان: «وكان رافضيا داعية إلى الرفض، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحقّ الترك» . (المجروحون ٢/ ١٧٢) .
[٤] انظر عن (عبّادة المخنّث) في:
الإكمال لابن ماكولا ٦/ ٢٨، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني ١١٧، ١٢٠، والديارات للشابشتي ١٨٤- ١٩٠، وفوات الوفيات لابن شاكر ١/ ٤٢٩، ومختصر التاريخ لابن الساعي ٦٧، وبغداد لابن طيفور ١٦٦، والأغاني ١٨/ ٩٠، والكامل في التاريخ ٧/ ٣٦، ٣٧، وربيع الأبرار للزمخشري ٤/ ١٧٥، ٤٠٢، وتهذيب تاريخ دمشق ٧/ ٢١٨، ٢١٩، وتاريخ دمشق (طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق) ٥٠- ٥٢ رقم ٧٠، وتبصير المنتبه ٣/ ٨٩٦، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ١/ ٢١٧، ٢١٨، ونشوار المحاضرة، له ١/ ٢٦٤، والكامل في التاريخ ٧/ ٥٥، ووفيات الأعيان ١/ ٣٥٥، والوافي بالوفيات ١٦/ ٦٢٨، ٦٢٩ رقم ٦٧٨، ومآثر الإنافة ١/ ٢٣٠، ٢٣١، والبصائر والذخائر ٤/ ٦٥، والملح والنوادر ٢٨٢.
[٥] ورد في هامش الأصل هنا: «اتخذوا دينهم هزوا ولعبا. فلا قوّة إلا باللَّه» .