١٠٠٣٩ - احتجوا: بحديث جابر، قال:(أحصرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية، فنحرنا البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة).
١٠٠٤٠ - قلنا: الحديبية بعضها من الحرم، روى الزهري، عن عروة، عن المسور:(أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بالحديبية، خباؤه في الحل، ومصلاه في الحرم). ويستحيل أن يقدر على الذبح في الحرم فيذبح في الحل.
١٠٠٤١ - فإن قيل: الخلاف يخالف القرآن، قال الله تعالى:{هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام}.
١٠٠٤٢ - قلنا: هذا محمول على الصد عن نفس المسجد؛ ولأن المشركين ضربوا وجوه البدن وردوها في طرف الحرم، وهذا معنى قوله تعالى:{والهدى معكوفًا أن يبلغ محله}، فلما وقع الصلح لم يمنعوهم من الحرم وإن منعوهم من دخول مكة.
١٠٠٤٣ - قالوا: روى المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم في قصة الحديبية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه:(قوموا فانحروا واحلقوا ولا تفرقوا).
١٠٠٤٤ - قلنا: لأن الهدايا بعد الصلح دخلت الحرم، فأمرهم بالهدي مطلقًا؛ لأن الهدايا كانت هناك.
١٠٠٤٥ - قالوا: روي أن الصحابة كلهم توقفوا عن النحر، فقالت له أم سلمة:(لا تكلم أحدًا حتى تنحر هديك حيث وجدت)، ولم ينكر عليها.