للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٠٢٦١ - قالوا: هذا عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمان، وقبلوه فدخل مكة ودماؤهم وأموالهم محظورة، ولهذا قال أبو سفيان: أغدرا يا بني عبد مناف. فلولا أنهم صالحوا، لم يكن رده غدرًا.

٣٠٢٦٢ - والجواب: أن أبا سفيان لم يكن رسولًا لأهل مكة حتى إذا عقد الصلح تم بعقده لهم، وإنما خرج مجسسًا وهو لا يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قصدهم. يبين ذلك أن ابن إسحاق روى القصة عن الزهري قال: حدثني عبد الله بن عبيد الله عن ابن عباس قال: لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر ظهران، وعميت الأخبار على أهل مكة، قال العباس: فجلست على بغلة رسول الله البيضاء فخرجت عليها، حتى دخلت الأراك أقول: لعلي ألقى بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة. قال: وإني لأسير عليها وألتمس ما خرجت له، إذا سمعت كلام أبي سفيان [وبديل وهما يتراجعان، وأبو سفيان] يقول: ما رأيت كالليلة نيرانًا قط ولا عسكرًا، قال بديل: هذه والله، هذه خزاعة حمشتها الحرب، فقال أبو سفيان: خزاعة والله أذل من أن تكون هذه نيرانها.

٣٠٢٦٣ - فإذا لم يكن رسولهم، لم ينعقد استئمانه، وإنما يقف الأمان على إجازتهم ورضاهم.

٣٠٢٦٤ - وأيضًا فأبو سفيان لم يلتمس الأمان، وإنما طلب له العباس الفخر، فقال - عليه السلام -: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن)، فقال أبو سفيان: وما تغني داري.

٣٠٢٦٥ - وكيف يعقد - عليه السلام - صلحًا، وقد كان أبو سفيان خرج إلى المدينة لما نقضت قريش لتجديد العهد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (قد جاءكم أبو سفيان، وسيرجع راضيًا بغير شيء). ولم يعقد معه، وإنما تفضل النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمن عليهم عند القدرة فلما دخل أبو سفيان مكة فأخبرهم نزول النبي - صلى الله عليه وسلم - وما من به عليهم عند القدرة.

٣٠٢٦٦ - قال الزهري في حديثه: فأتت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشاربه

<<  <  ج: ص:  >  >>