الدخول رد الأمان، وبأن ذلك حال الدخول فدخلوها بغير أمان.
٣٠٢٧٩ - احتجوا: بما روي في شعر حسان قبل خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة:
عدمنا خيلنا إن لم تروها تبين النقع موعدها كداء
سار عنا الأعنة مسرجات يلطمن بالخمر النساء
فإن أعرضتم عنا اعتمرنا وكان الصلح وانكشف الغطاء
٣٠٢٨٠ - فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - مسح النساء وجوه الخليل بخمرهن، قال العباس أو لأبي بكر: (لله در حسان حيث يقول). قال العباس. قلت: إنه يريد. فأنشدته، فقال: (كأنما ينطق عن روح القدس).
٣٠٢٨١ - قالوا: وهذا يدل على أنه دخلها بغير قتال؛ لأن استثناء النسا ومسحهن وجوه الخيل بخمرهن يدل على عدم القتال وعلى إظهار الفرح والسرور به وبدخوله إلى مكة.
٣٠٢٨٢ - وقوله: (كأنما ينطق عن روح القدس). يدل على وقوع الصلح كما قال حسان بن ثابت.
٣٠٢٨٣ - والجواب: أن هذه الطريقة من الاستدلال تجمع بين إحالة الرواية وتصور الحال بضدها، وذلك لأن الشعر موجود في كتاب ابن إسحاق وفي ديوان حسان:
عدمنا خيلنا إن لم تروها تبين النقع موعدها كداء
تظل جيادنا مضمرات يلطمهن بالخمر النساء
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لجلاد يوم يعز الله فيه من يشاء
وجبريل رسول الله فينا وروح القدس ليس له كفاء
٣٠٢٨٤ - هذا هو الشعر، فجعلوا بدل (الفتح) (الصلح)، ليصير ما هو حجة عليهم حجة لهم. لو كانت الرواية محفوظة كما قالوا، قالوا، لم يصح تعلقهم بها؛ لأنه قال: وإلا فاصبروا لجلاد يوم