للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإمارة والاستبداد والأمور دون عِلْم يحيى، فكان لا يقدر، فَلَمَّا قدِم شِيرَوَيْه تمكّن. فَلَمَّا خرج عن البلد تشوّش النّاس. وعرض يحيى بضعة عشر ألفا، وحاربوا قوّاد الخجستانيّ وطردوهم. وقتلوا أمّ أَحْمَد. فَلَمَّا رجع طلب يحيى وقتله.

سمعت أَبَا عَبْد الله بْن خُزَيْمَة يقول: ما رَأَيْت مثل حيْكان لا رحِمَ الله قاتله [١] .

وسمعت محمد بْن يعقوب يقول: أَحْمَد بْن عَبْد الله الخُجُسْتانيّ هاربًا من نَيْسابور، فَلَمَّا خشي أهلُها رجوعَه اجتمعوا على باب حَيْكان يسألونه القيام لمنع الخُجُسْتانيّ، فامتنع. فَمَا زالوا به حَتَّى أجابهم. فعرضوا عليه زُهاء عشرة آلاف. ولمّا رجع الخُجُسْتانيّ تفرّقوا عن حَيْكان، فطُلِبَ، فخاف وهرب، فبينا هُوَ يسير فِي قافلة بين الحمّالين وهو بِزيِّهم إذ عرف. فأخذ وأتوا به إلى الخُجُسْتانيّ، فحبسه أيّامًا، ثُمَّ غُيِّب شخصهُ. فَقِيلَ: إنّه بنى عليه جدارًا، وقِيلَ: قتله سرًّا [٢] .

سمعت أَبَا عليّ أَحْمَد بْن محمد بْن زَيْد خَتن حَيْكان على ابنته يقول:

دخلنا على أبي زكريّا بعد أن رُدّ من الطريق فقال: اشترك فِي دمي خمسة:

العبّاسان، وابن ياسين، وشِيرَوَيْه، وأحمد بْن نصر اللّبّاد [٣] .

سمعت أَبَا بَكْر الضُّبَعيّ يقول: سمعت نوح بن أَحْمَد: سمعت الخُجُسْتانيّ يقول: دخلت على حيكان فِي مَحْبَسه على أن أضربه خشبتين وأُطْلقه، فلما قربت منه قبضت على لحيته، فعض على خصيتي حتى لم أشك أنّه قاتلي، فَذَكَرْت سِكِّينًا فِي خُفّي، فجررتها وشَقَقْتُ بطْنه [٤] .

سَمِعْتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ: حضرنا الإملاء عند يحيى بْن محمد فِي رمضان، وقُتِل فِي شوّال سنة سبْعٍ وستّين، فَرَبَضَتْ مجالسُ الحديث، وخُبِّئت المحابر، حَتَّى لم يقدر أحد يمشي بمحبرة ولا كراريس إلى


[١] تاريخ بغداد ١٤/ ٢١٩.
[٢] انظر: تاريخ بغداد ١٤/ ٢١٨.
[٣] سير أعلام النبلاء ١٢/ ٢٨٧.
[٤] سير أعلام النبلاء ١٢/ ٢٨٧، تذكرة الحفاظ ٢/ ٦١٧، ٦١٨، تهذيب التهذيب ٢٢/ ٢٧٧.