للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَصْحَبُ الْمَلائِكَةُ رِفْقَةً فِيهَا خُرْسٌ» [١] .

وروى البَرْقانيّ، عن أبي حاتم بن أبي الفضل الهَرَويّ قَالَ: بلغني أن صالحًا سمع بعض الشيوخ يقول: إنّ السين والصّاد يتعاقبان، فسأل عن كنيته فَقَالَ: أبو صالح.

قَالَ: فقلت للشيخ: يا أَبَا سالح، أسْلَحَك الله، هل يجوز أن تقرأ: «نَحُن نقسُّ عليك أحْصَن القَسَس» [٢] ؟.

فقال لي بعض تلامذته: تواجه الشّيخ بهذا؟

فقلت: فلا يكذب، إنّما يتعاقبان السّين والصّاد في مواضع [٣] .

وعن صالح جَزَرَة قَالَ: الأحوال في البيت مبارك، يروي الشّيء شيئين [٤] .

وقال بكر بن محمد الصَّيْرفيّ: سمعته يقول: كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن أصحاب الحديث، وكان غاليًا في التَّشَيُّع، فَقَالَ لي: من حفر بئر زمزم؟

قلت: معاوية.

قَالَ: فمن نقل تُرابها؟

قلت: عَمْرو بن العاص.

فصاح فيَّ وقام [٥] .

وقال أبو النَّضْر الفقيه: كنّا نسمع على صالح بن محمد وهو عليل، فبدت عورته، فأشار إليه بعضنا بأن يتغطّى، فقال: رأيتَهُ، لا تَرْمَد [عينيك] أبدًا [٦] .

وقال أبو أحمد عليّ بن محمد: سمعته يقول: كان هشام بن عمّار يأخذ


[١] اللفظ تحريف عن «جرس» كما في الحديث.
وحديث الجرس أخرجه أحمد في المسند ٢/ ٣١١ و ٣٢٧، و ٦/ ٣٢٧، ومسلم (٢١١٣) وأبو داود في الجهاد (٢٥٥٤) باب في تعليق الجرس، والدارميّ ٢/ ٢٨٨.
[٢] يريد بذلك الآية الكريمة: «نحن نقصّ عليك أحسن القصص» ، من سورة يوسف، الآية ٣.
[٣] تاريخ بغداد ٩/ ٣٢٦.
[٤] وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «يرى الشين سين» .
[٥] تاريخ بغداد ٩/ ٣٢٦.
[٦] تاريخ بغداد ٩/ ٣٢٦ والزيادة منه.