للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسمع الحروف من: يونس بْن عَبْد الأعلى، وأبي كُرَيْب، وجماعة.

وصنَّف كتابًا حسنًا في القراءات، فأخذَ عَنْهُ: ابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الدّاجونيّ، وعبد الواحد بْن أَبِي هاشم.

وروى عَنْهُ: أبو شعيب الحرّانيّ، وهو أكبر منه سِنًّا وسندا، ومخلد الباقرحيّ، والطَّبَرانيّ، وعبد الغفار الحُضَيْنيّ، وأبو عَمْرو بْن حمدان، وأحمد بْن كامل، وطائفة سواهم.

قَالَ أبو بكر الخطيب [١] : كان ابن جرير أحمد الأئمّة، يُحْكَمُ بقوله ويُرْجَعُ إلى رأيه لمعرفته وفضله.

جمع مِن العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصرهِ، فكان حافظًا لكتاب اللَّه، بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، وعارفا بأقوال الصّحابة والتّابعين، وبصيرا بأيّام النّاس وأخبارهم، لَهُ الكتاب المشهور في «تاريخ الأمم» ، وكتاب «التّفسير» الّذي لم يصنف مثله، وكتاب «تهذيب الآثار» ، لم أرَ مثله في معناه، ولكن لم يتمه.

وله في الأصول والفروع كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفُقَهاء. وتفرد بمسائل حُفِظَتْ عَنْهُ.

وقال غيره: مولده بآمل سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.

قَالَ أبو أحمد الفرغانيّ: كتب إليَّ المراغيّ يذكر أنّ المكتفي قَالَ للحسن بْن العبّاس: إنّي أريد أنّ أوقفُ وقفًا يجتمع أقاويل العلماء عَلَى صحّته ويَسْلَم مِن الخِلاف.

قَالَ: فأحْضِر ابن جريرى، فَأَمْلى عليهم كتابًا بذلك. فَأُخْرِجَتْ لَهُ جائزة سنيّة، فأبى أن يقبلها، فقيل له: لا بدّ من جائزةٍ أو قضاء حاجة.

فقال: نعم. الحاجةُ أسأل أمير المؤمنين أنّ يتقدَّم إلى الشّرط أن يمنعوا


[١] في تاريخه ٢/ ١٦٣.