للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نأمل من الله أن يرينا قدرته فيك، فلم يُجِبْه، وكَثُرَ الدَّعاء عليه [١] . ثم أنّ عزّ الدولة قبض عليه وسلّمه إلى الشريف أبي الحسن محمد بن عمر العلوي، فأنفذه إلى الكوفة، وسُقي ذراريح [٢] ، فتقرّحت مثانته، فهلك في ذي الحجّة من هذه السنة، لا رحمه الله [٣] .

وفي يوم الجمعة ثامن رمضان دخل المعزّ أبو تميم مَعدّ بن إسماعيل العُبَيدي مصر ومعه توابيت آبائه، وكان قد مهدّ له مُلْكَ الدّيار المصرية مولاه جَوْهَر، وبنى له القاهرة، وأقام بها دارًا للإمرة، ويُعرف بالقصرين [٤] .

وفيها أقبل الدُّمُسْتُق في جيوشه إلى ناحية مَيّافارقين، فالتقاه ولد ناصر الدولة حمدان وهزم الروم، وللَّه الحمد، وأسر الدُّمُسْتُق الخبيث، وبقي في السجن حتى هلك [٥] .

وفيها وزر ببغداد أبو طاهر بن بقيّة، ولُقّب بالنّاصح، وكان سمحا كريمًا، له راتب كل يوم من الملح ألف رطل، وراتبه من الشمع ألف مَنّ.

وكان عزّ الدولة قد استوزر ذاك المُدْبِر أبا الفضل الشيرازي، واسمه العبّاس بن الحسن [٦] صهر الوزير المهلّبي، ثم عزله بعد عامين من وزارته


[١] تكرّر بعد ذلك: «فلم يجبه وأكثر الدعاء عليه» .
[٢] يقال: ذرح الطعام، وذرحه تذريحا: جعل فيه الذرائح، وهو سمّ. (القاموس المحيط) .
[٣] انظر: تكملة تاريخ الطبري ١/ ٢١٢، المنتظم ٧/ ٦٠، العبر ٢/ ٣٢٦، تاريخ الخلفاء ٤٠٢.
[٤] قارن بالمنتظم ٧/ ٦٠ و ٦١ ودول الإسلام ٢/ ٢٢٣ والعبر ٢/ ٣٢٦ والنجوم الزاهرة ٤/ ٦٦، والبيان المغرب ١/ ٢٢٨، والدرّة المضية ١٤٥، وتاريخ الأنطاكي، واتعاظ الحنفا ١/ ١٣٣ وما بعدها، وعيون الأخبار- السبع السادس ١٨٤ وما بعدها.
[٥] تكملة تاريخ الطبري ١/ ٢١١، تجارب الأمم ٢/ ٣١٢.
[٦] في المنتظم ٧/ ٦١ «الحسين» : وكذلك في الكامل لابن الأثير ٨/ ١٢٨.