للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيت لهْيَا، فأُحضِر بين يدي جيش، فسأله عَنْ أشياء من القرآن والحديث والفِقْه، فوجده عالمًا بما سأله، فنظر إلى شاربه وأظفاره، فوجدها مقصوصةً، وأمر من ينظر إلى عانته، فوجدها محلوقة، فَقَالَ: اذهب فقد نجوت منّي، لم أجد ما أحتج بِهِ عليك، فلما بلغ جيش فِي مرضه ما بلغ من الْجُذَام، وألقى ما فِي بطنه حتى كَانَ يَقُولُ لأصحابه: أقتلوني، أريحوني من الحياة، لشدة ما كَانَ يناله من الْألم. قَالَ لأصحابه: رَأَيْت كأنّ أهل دمشق كلُّهم بالسِّهام فأخطئوني [١] ، غير رجلٍ أصابني سَهْمُه، ولو سميته لَعَبَدَهُ أهل دمشق، فكانوا يرون أَنَّهُ ابن الْجَرمي، أصابت دعوتُه، وعاش ابن الْجَرمي بعده ستًا وأربعين سنة.

الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [٢] بْنِ طَوْق، أَبُو عَلِيّ التغلبي الْجِيَّاني.

رَوَى عَنْ وهب بْن مَسَرَّة وأَحْمَد بْن زكريا بْن الشامة. وقدم طُلَيْطِلة مرابطًا، فروى عَنْهُ الصّاحبان، وكان رجلا صالحًا.

تُوُفِّي فِي عشر ذي الحجة، وله سبعٌ وسبعون سنة، رحمه اللَّه.

الحسين بن أحمد بن جعفر، أبو عبد اللَّه بْن الكَوْسَج المعدّل. تُوُفِّي فِي ربيع الآخر.

الْحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن القُنَين [٣] البغدادي، أَبُو عَبْد اللَّه المقرئ فِي مسجده عنده داره، وكان من أصحاب عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم.

قرأ عَلَيْهِ أحْمَد بْن مُحَمَّد القَنْطري المجاور، وله سماع من أَبِي عُمَر الزّاهد وغيره.

مات فِي شعبان.

الْحُسَيْن بْن وليد بْن نصر [٤] ، أبو القاسم القُرْطُبي العريف النّحوىّ، أبو


[١] في الأصل «فأخطونى» .
[٢] الصلة لابن بشكوال ١/ ١٣٥ رقم ٣٠٥.
[٣] قيّده بضم القاف وفتح النون وسكون الياء.
[٤] تاريخ علماء الأندلس ١/ ١١٤، ١١٥ رقم ٣٥٦، جذوة المقتبس ١٩٤، ١٩٥ رقم ٣٧٧، بغية الملتمس ٢٦٧، ٢٦٨ رقم ٦٥٣.