للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ جمال الدين عَلِيّ بْن يوسف القفطي [١] : مات الجوهري متردِّيا من سطح داره بنيسابُور، في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة: قال: وقيل: مات في حدود الأربعمائة.

وقيل إنه تَسَوْدَنَ وعمل لَهُ دفَّيْن، وشدَّهما كالْجَنَاحين معًا [٢] ، وقَالَ:

أريد أن أطير، وقفز، فأهلك نفسه، رحمه اللَّه [٣] . وكان من أذكياء العالم.

أخذ العربية عَنْ أَبِي سَعِيد السِّيرَافِي، وأَبِي عَلِيّ الفارسيّ، وأخذ اللُّغة عَنْ خاله أَبِي إِبْرَاهِيم إِسْحَاق الفارابي.

وقيل إن «الصِّحاح» كَانَ قد بقي عَلَيْهِ منها قطعة مسوَدَّة، فبيَّضَها بعد موته تلميذه إِبْرَاهِيم بْن صالح الورّاق، فغلط فِي أماكن، حتى أَنَّهُ قَالَ فِي «سفر» [٤] هُوَ بالألف واللام، وهذا يدلّ عَلَى أَنَّهُ لم يقرأ القرآن، وقَالَ: «الجرّ أضلّ الجبل» ، فصيرها كلمةً واحدة، بضادٍ مُعْجَمة، وإنّما هِيَ «الجرّ» بالتثقيل، «أصل الجبل.» قَالَ الراضي:

رأيتُ فتى أشقرًا أزرقًا [٥] ... قليل الدِّماغ كثيرَ الفُضُولِ

يُفَضِّلُ من حُمْقِهِ دائمًا ... يزيد [٦] بْن هندٍ عَلَى ابن البَتُولِ [٧]

أُمَيّة بْن أحْمَد بْن حمزة، أبو الْعَبَّاس الْقُرَشِيّ المرْواني الأندلسى المالكي.

كان فقيها نبيلا مشاورا بالأندلس. ذكره القاضي عياض.


[١] إنباه الرواة ١/ ١٩٦.
[٢] في الأصل «معنى» .
[٣] انظر: معجم الأدباء ٦/ ١٥٧.
[٤] لعلّ المراد هنا ما جاء في الآية الكريمة فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ ٢: ١٨٤ (سورة البقرة) .
[٥] في إنباه الرواة «أحمرا» .
[٦] هو يزيد بن معاوية نسبه إلى جدّته لأبيه هند بنت عتبة زوج أبى سفيان.
[٧] البتول: فاطمة الزهراء أو بنت الرسول. والبيتان في يتيمة الدهر ٤/ ٣٧٤، إنباه الرواة ١٩٦، معجم الأدباء ٦/ ١٥٧، ١٥٨.