للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يشفي عِلّتي. وكان بِهِ وجع البَطن تِلْكَ اللّيلة [١] .

وقال البَيْهَقيّ: سَمِعْتُ القُشَيْريّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابن فُورَك يَقُولُ: حُمِلتُ مقيدًا إلى شيراز لفتنة في الدّين، فوافينا باب البلد مُصبحًا، وكنت مهمومًا، فلمّا أسفَرَ النّهار وقع بصري علي محرابٍ في مسجدٍ عَلَى باب البلد، مكتوب عليه أَلَيْسَ الله بِكافٍ عَبْدَهُ ٣٩: ٣٦ [٢] ، فحصل لي تعريف باطنيّ أنّي أُكْفَى عَنْ قريب، فكان كذلك. وصرفوني بالعزّ [٣] .

قلت: كَانَ مَعَ دينه صاحب قَلَبَه وبدعة.

قَالَ: أبو الوليد سليمان الباجيّ: لمّا طَالِب ابن فُورَك الكراميّة أرسلوا إلى محمود بن سبكتكين صاحب خُراسان يقولون لَهُ: إنّ هذا الّذي يؤلب علينا أعظم بدعةٍ وكُفْرًا عندك منّا، فسَلْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المطَّلب، هَلْ هُوَ رسول الله اليوم أم لا؟

فعظُم عَلَى محمود الأمر، وقال: إنْ صحّ هذا عَنْهُ لأقتلّنه.

ثمّ طلبه وسأله، فقال: كان رسول الله، وأمّا اليوم فلا.

فأمرَ بقتله، فشُفِعَ إِليْهِ وقيل: هُوَ رجلٌ لَهُ سِنٌ. فأمرَ بقتله بالسُّمّ. فسُقِيَ السُّمَ [٤] .

وقد دعا ابن حزْم للسلطان محمود إذ وُفّقَ لقتله ابن فُورَك، لكونه قَالَ: إنّ رسول الله كَانَ رسولًا في حياته فقط، وإنَّ روحه قد بطُل وتلاشي، وليس هُوَ في الجنّة عند الله تعالى، يعني روحه.

وفي الجملة: ابن فُورَك خيرٌ من ابن حزْم وأجلّ وأحسن نِحْلَة.

قَالَ الحاكم أبو عَبْد الله: أنبا ابن فورك، نا عَبْد الله بْن جعفر، فذكر حديثًا.

٢٠٤- محمد بْن الطّاهر ذي المناقب الحسين بْن موسى بن محمد [٥] .


[١] تبيين كذب المفتري ٢٣٢، ٢٣٣.
[٢] سورة الزمر، الآية ٣٦.
[٣] تبيين كذب المفتري ٢٣٣.
[٤] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤/ ١٣٠.
[٥] انظر عن (محمد بن الطاهر) في: