وانظر: (الدّرّة المضيّة ٢٧٥) . [١] قال الأنطاكي في تاريخه- ص ٢٩٥: «وتقدّم الحاكم لثمان خلون من شهر ربيع الآخر في يوم الجمعة سنة ثلاث وأربعمائة أن تلبس النصارى واليهود دون الخيابرة طيالسة سود حالكة وعمائم سود، ويعلّقون في أعناقهم صلبان خشب مضافا إلى الزّنّار وألّا يركبوا الخيل، ويركبوا بركب خشب وسروج ولجم من سيور سود، لا يرى عليها شيء من الحلية، وأثر فضّة، ولا يستخدموا مسلما، فأخذوا بذلك في سائر أعمال مملكته، ولبسوا صلبانا طولها فتر، وغيّرها عليهم بعد شهر، وجعلها قدر شبر في شبر. ... ومن العجب العجيب أنه كان قد أمر في صفر سنة اثنتين (!) وأربعمائة ألّا يظهر صليب، ولا يقع عليه عين، ولا يضرب بناقوس، فنزعت الصلبان من الكنائس وطمس آثارها من ظاهر البيع والكنائس والهياكل. ثم أمر في هذا الوقت بإظهار الصليب هذا الظهور، ولم يكن اليهود لبسوا مع الغيار السواد شيئا من الخشب، فنودي فيهم في الحال، أن يعلّقوا في رقابهم أيضا أكر خشب من خمسة أرطال إشارة إلى رأس العجل الّذي عبدوه سالفا. وتهدّد النصارى وفزّعهم، وكثرت الأراجيف والشناعات فيهم، فأسلم كثير من شيوخ الكتّاب والمتصرّفين وغيرهم من النصارى، وتبعهم خلق كثير من عوامّهم، وأسلم أيضا جماعة من اليهود، وتزايدت الأراجيف فيمن بقي من النصارى لم يسلم، ونودي عليهم بأن تقطّع أعضاؤه، ويباح للعبيد والأولياء ماله وعياله. وأوقع الطلب والتوكّل على من يغيب ... » . وقال المقريزي: «وأمر النصارى- إلّا الحبابرة- بلبس العمائم السود والطيالسة السود، وأن يعلّق النصارى في أعناقهم صلبان الخشب، ويكون ركب سروجهم من خشب، ولا يركب أحد منهم خيلا. وأنهم يركبون البغال والحمير، وألّا يركبوا السروج واللّجم محلّاة، وأن تكون سروجهم ولجمهم بسيور سود، وأنهم يشدّون الزنانير على أوساطهم، ولا يستعملون مسلما، ولا يشترون عبدا ولا أمة، وأذن للناس في البحث عنهم وتتبّع آثارهم في ذلك ... » . (اتّعاظ الحنفا ٢/ ٩٣، ٩٤) . وانظر: الدرّة المضيّة ٢٨٦.