للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سنة أربع وأربعمائة نفي المنجّمين مِن البلاد [١] .

ومنع النساء مِن الخروج في الطُّرُق ليلًا ونهارًا، ونهي عَنْ عمل الخفاف لهنّ. فلم يزلن ممنوعات سبْع سنين وسبعة أشهر حتّى مات [٢] .


[ () ] ذلك على سبيل الحيلة عليهم والخديعة لهم، لاستكشافه ما في ضمائرهم، وظنّا منهم أنه يتتبّعهم فيما بعد ويأتي عليهم، فعاجلته المنيّة، وكفي الذين رجعوا منهم إلى النصرانية ما كان أولئك يحاذرونه، وبقي كلّ من الفريقين على حاله» . (تاريخ الأنطاكي ٣٥٧، ٣٥٨) .
[١] قال الأنطاكي: «وتقدّم في المحرّم سنة أربع وأربعمائة بنفي سائر المنجّمين وأصحاب الأحكام، فتجمّعوا بأسرهم واستغاثوا إليه، فاستتابهم واستحلفهم ألّا يتعرّضوا لعلم أحكام النجوم ولا يباشروها، ولا ينظروا فيه، ومن كان منهم له عليه رزق أجراه عليه ولم يمنعه إيّاه» .
(تاريخ الأنطاكي ٣٠٤) .
[٢] قال الأنطاكي: «وأمر الحاكم بلزوم النساء منازلهنّ، ومنع من خروج الحرائر منهنّ والإماء من الشابّات والعجائز إلى الطريق، والظهور بوجه من الوجوه، وحذّر عليهنّ في ذلك أشدّ تحذيرا (!) ، وإذا دعت الضرورة إلى حضور غاسلة أو قابلة لمن تلد أو تموت أو غيرهما، ممن تسافر وتضطر الخروج من منزلها، استؤذن في ذلك برقعة ترفع إليه، فيوقّع على ظهرها بخطّه إلى متولّي الشرطة، فيندب من يثق به إلى أن تخرج المرأة المستطلعة من موضعها فيوصلها إلى حيث مقصدها، ولم يزلن محصورات على هذه الصفة إلى سنة تسع وأربعمائة» . (تاريخ الأنطاكي ٧- ٣) .
وجاء في (المغرب في حلى المغرب) - ص ٦٤: «وأمر بمنع النساء من الخروج ليلا ونهارا، ثم أباح الخروج منهم للنسوة المتظلّمات إلى مجلس الحاكم، والخارجات إلى الحج، وغيره من الأسفار، والإماء اللواتي يبعن في سوق الرقيق، والعجائز الضعاف ممن يضطر إلى نقل الماء من المصانع، والنسوة اللائي يجتمعن إلى أقاربهنّ دون الغرباء في زقاق على شريطة متستّرات ليلا والرجوع على حالهنّ وآلتهنّ ومن وقتهنّ ومثل ذلك في المآتم، والنسوة الواردات إلى مصر في البر والبحر، والعجائز الغسّالات، والأرامل اللائي يبعن الغزل والأكسية، والضعاف من أهل المسكنة والمسألة والإماء المزيّنات، والقبائل بعد معرفة الحاجة إليهنّ» .
وقال ابن العبري: «ومنع النساء عن الخروج من بيوتهن وقتل من خرج منهنّ، فشكى إليه من لا قيّم لها يقوم بأمرها، فأمر الناس أن يحملوا كلّما يباع في الأسواق إلى الدروب ويبيعوه على النساء، وأمر من يبيع أن يكون معه شبه المغرفة بساعد طويل يمدّه إلى المرأة وهي من وراء الباب وفيه ما تشتريه، فإذا رضيته وضعت الثمن في المغرفة وأخذت ما فيها لئلّا يراها. فنال الناس من ذلك شدّة عظيمة» . (تاريخ مختصر الدول ١٨٠) .
وقال في (تاريخ الزمان ٧٨) : «حرّج الحاكم خليفة مصر على المرأة الخروج من بيتها والإشراف من الباب أو من النافذة والسطح على الغادين والرائحين. ونهى السكافين أن يخيطوا أحذية نسائية. وقد ساقه إلى ذلك اطّلاعه على فواحش المصريات وخلاعتهنّ. وتذرّع في أول الأمر بعجائز اتخذهنّ جاسوسات ينسبن ويدخلن البيوت ويطّلعن على أسرار النساء ويخبرنه عنهنّ وعمّن يختلف إليهنّ. وكان الحاكم يبعث حاجبه مع الجنود إلى بيت كائن من كان من الأعيان أو العامّة، فيقولون له: أخرج لنا فلانة، ويسمّون اسمها امرأة أو أختا أو بنتا ويمضون بها إليه. وكان إذا اجتمع عنده خمس أو عشر منهنّ أمر بإغراقهنّ في نهر النيل. ومن ثم