كتاب تاريخ الإسلام - ت تدمري

سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة - حرف العين - ج: 29 - ص: 111

قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب [١] .

قال: وَكَانَ البرقاني يَقُولُ: هُوَ كامل فِي كُلَّ شيء لولا بأو فيه [٢] .

قلت: ومن شعره السّائر:

إذا أظمأتك [٣] أكفّ اللّئامَ ... كَفَتْك القناعةُ شِبْعًا وَرِيّا

فكُن رجُلًا رِجْلُهُ في الثّرى ... وهامةُ هِمَّتَه [٤] في الثُّريّا

أبِيًّا لِنائلِ ذي ثروةٍ [٥] ... تراه [٦] بما في يديه أبيّا

فإنّ إراقَةَ ماءِ الحياة ... دون إراقةِ ماءِ المُحيّا [٧]

مات النُّعيميّ في عَشْر الثمانين، وكان يحدِّث من حفظه، وتلك الهفوة منه كانت في شبيبته، وتاب [٨] .

---

[١] وزاد: «ودرس شيئا من فقه الشافعيّ» .
[٢] تاريخ بغداد ١١/ ٣٣٢.
[٣] في (النجوم الزاهرة) : «إذا أعطشتك» .
[٤] في (البداية والنهاية) : «وهامته همّه» .
[٥] في (البداية والنهاية) : «نعمة» .
[٦] في (الأنساب المتفقة) : «يكون» .
[٧] الأبيات في: الفوائد العوالي المؤرّخة ١٩، وتتمة يتيمة الدهر ٧٨، وفيه البيتان الأولان والبيت الأخير، وأنقص البيت الثالث، وتاريخ بغداد ١١/ ٣٣٢، والأنساب المتّفقة لابن القيسراني.
١٤١، والأنساب ١٢/ ١٩١، وتبيين كذب المفتري ٢٥١، ٢٥٢، وطبقات الفقهاء للشيرازي ١٣١، والمنتظم ٨/ ٧١ (١٥/ ٢٣٢) ، وسير أعلام النبلاء ١٧/ ٤٤٧، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٥/ ٣٣٨، ٣٣٩، ولسان الميزان ٤/ ٢٠٣، وورد البيتان الأولان فقط في: النجوم الزاهرة ٤/ ٣٩٦.
[٨] وقال الخطيب: قال لي البرقاني: قد كان شديد العصبيّة في السّنّة، وكان يعرف من كل علم شيئا» . (تاريخ بغداد ١١/ ٣٣٢) و (الأنساب ١٢/ ١٢٠) .
وقال الشيرازي: كان فقيها عالما بالحديث، متأدّبا، متكلّما. (طبقات الفقهاء ١٣١) وقال مكي ابن البغدادي: أنشدني النعيمي وكان شيخا قد نالت الأيام من جسمه وحاله:
أخلت النائبات كأسى من الرّاح ... كما قد خلا من المال كيسي
وغزانا الشتاء من بلد الروم ... على غفلة بلا ناقوس
فتحامى الألى لباسهم من ... صوف مصر ومن خزوز السّوس
ومضى حكمه من الأسر والقهر ... على كل مدبّر منحوس
ما له جنة سوى النار بالليل ... ولا بالنهار غير الشموس
فهو في السّرّ مسلم وعلى الظاهر ... مستمسك بدين مجوس
قال: وكان يجلس في الجامع الشرقي ببغداد أيام البرد، فسمعته يوما وهو جالس فيه والسماء