للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبدت [١] تُغرِّدْ فوقَ ذِرْوَةِ شاهقٍ ... والعِلْمُ يرفع كلَّ من لم يُرْفَعِ

فلأيِّ شيءٍ أهبطتُ من شاهق ... سام إلى قعر الحضيض الأوْضَعِ

إنْ كان أرسلها [٢] الإلهُ لِحِكْمَةٍ ... طُوِيَتْ عن الفطِنِ اللّبيبِ الأروَعِ

فهُبُوُطها إنْ [٣] كان، ضَرْبَةُ لازِبٍ [٤] ... لتكون سامعةً بما لم تسْمَعِ

وتعودَ عالمةً بكلّ خَفِيّةٍ ... في العالمين فَخَرْقُها لم يُرْقَعِ

وهي الّتي قطع الزّمان طريقَها ... حتّى لقد غَرُبَتْ بغير المَطْلَعِ

فكأنّها بَرْقٌ تألّق بالحِمَى ... ثمّ انْطَوى فكأنّه لم يَلْمَعِ [٥]

وهي عشرون بيتًا.

وله:

قُمْ فاسْقِنيهَا قَهْوَةً كَدَمِ الطُّلا ... يا صاحِ بالقدحِ الملا بين الملا [٦]

خَمْرًا تَظَلّ لها النَّصَارى سُجَّدًا ... ولها بنو عِمران أخلصتِ الولا

لَو أنَّها يومًا وقد لَعِبَتْ [٧] بهم ... قالت: ألَسْتُ [٨] بربِّكُم؟ قالوا: بلا [٩]

وله وهو يجود بنفسه، فيما أنشدني المُسْنِد بهاء الدّين القاسم بن محمود الطّبيب:

أقام رِجالًا في معارجه مَلكًا ... وأقْعدَ قومًا في غوايتهم هلكا


[١] في: وفيات الأعيان: «وغدت» ، ومثله في: الوافي بالوفيات. والمثبت يتفق مع: عيون الأنباء، وأعيان الشيعة.
[٢] في: وفيات الأعيان: «أهبطها» ، ومثله في: الوافي بالوفيات ١٢/ ٤٠٨، والمثبت يتفق مع:
عيون الأنباء، وأعيان الشيعة.
[٣] هكذا في الأصل وعيون الأنباء. وفي: الوافي بالوفيات ١٢/ ٤٠٨: «فهبوطها لا شك» .
[٤] في: وفيات الأعيان، وأعيان الشيعة: «ضربة لازم» .
[٥] الأبيات بتقديم وتأخير في: وفيات الأعيان ٢/ ١٦٠، ١٦١، وعيون الأنباء ٣/ ١٥، ١٦، والوافي بالوفيات ١٢/ ٤٠٧، ٤٠٨، وشذرات الذهب ٣/ ٢٣٦، ٢٣٧، وأعيان الشيعة ٢٦/ ٣٢٩، ٣٣٠، ومنها الأبيات الثلاثة الأولى فقط في: البداية والنهاية ١٢/ ٤٣.
[٦] في: الوافي بالوفيات ١٢/ ٤٠٩:
هات اسقني كأس الطّلا كدم الطّلى ... يا صاحب الكأس الملا بين الملا
[٧] في المصادر: «ولعت» .
[٨] في: الوافي بالوفيات:
«لو أنّها قالت وقد مالت بهم ... سكرا: ألست بربّكم؟ قالوا: بلى
[٩] الأبيات في: عيون الأنباء ٣/ ٢٢، والوافي بالوفيات ١٢/ ٤٠٩، ٤١٠، وأعيان الشيعة ٢٦/ ٣٣٤.