للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذهب إلى مكّة فطاف ورجع من ليلته [١] .

وقد أَنَا ابن الخلّال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا السّلَفيّ: سمعت جعفر بن أحمد السرّاج يقول: رأيت علي أبي الحسن القزوينيّ الزاهد ثوبًا رفيعًا ليّنًا، فخطر ببالي كيف مثله في زُهده يلبس مثل هذا؟ فقال لي في الحال بعد أن نظر إليَّ:

قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ من الرِّزْقِ ٧: ٣٢ [٢] .

وحضرنا عنده يوما في السّماع إلى أن وصلت الشمس إلينا وتأذّينا بحرِّها، فقلت في نفسي: لو تحوّل الشّيخ إلى الظّلّ. فقال لي في الحال: قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ٩: ٨١ [٣] .

٤٩- علي بن محمد بن علي.

أبو الحسن المقرئ الرّازيّ الحافظ الصّالح.

حدّث بدمشق عن: أبي عليّ حمْد بن عبد اللَّه الْأصبهاني الرّازّي، وأبي سعد المالينيّ.

روى عنه: عبد العزيز الكتّانيّ.

٥٠- عمر بن ثابت [٤] .


[١] سير أعلام النبلاء ١٧/ ٦١٢.
[٢] سورة الأعراف، الآية ٣٢.
[٣] سورة التوبة، الآية ٨١.
وقال القزويني الرافعي: شيخ من الزّهّاد المذكورين وعباد الله الصالحين أصله من قزوين ولا أدري أولد هو بقزوين، ورأت بعضهم صنّف في فضائله كتابا. (التدوين ٣/ ٣٨٧) .
وحدّث محمد بن عامر الوكيل، قال: حدّثني ريحان القادري، قال: كان أمير المؤمنين القادر باللَّه يصلّي الفجر من دارين من أبنية المعتضد وابنه المكتفي، وكانتا خاليتين إذ ذاك من ساكن ليخلو بنفسه في الدعاء وكان فيهما نمل كثير، وكان يحمل كل يوم شيئا من الطعام فتأتي النمل عليه، فلما كان يوم عاشوراء فتت القرن والنمل منبسط كثير، فلم يتناول منه شيئا، فعجب.
قال عيسى: يكون في هذا الطعام شبهة، فنفذ إلى وكيل خزانة البر فذكر أنه من أحل أملاكه وأطيبها، فازداد عجبا، ثم إنه استدعى الشيخ الزاهد القزويني، فلما حضر أعلمه ذلك، فتبسّم، وقال: يا أمير المؤمنين هذا يوم عاشوراء والوحش والطير والذئب صائم كله فتركه ووكّل بالموضع، من شاهد النمل إلى الليل، فلما غربت الشمس خرجت وأتت على جميعه. (التدوين ٣/ ٢٨٨) .
[٤] انظر عن (عمر بن ثابت) في: