للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو الفتح الرّازيّ الفقيه الشّافعيّ. المُفسَّر الأديب سكن الشَّام مُرابِطًا مُحتَسِبًا لِنَشْرِ العِلْمِ والسُّنّة والتصانيف. حدَّث عن: محمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ، ومحمد بن جعفر التميميّ الكُوفيّيّْن، وأحمد بن محمد البصير، وحمد بن عبد الله الرّازيّيْن، وأبي حامد الْإِسْفَرائينيّ، وأحمد بن محمد المُجْبَر، وأحمد بن فارس اللُّغَويّ، وجماعة.

روى عنه: الكتّانيّ، وأبو بكر الخطيب [١] ، والفقيه نصر المقدِسيّ [٢] ، وأبو نَصْر الطُّرَيثِيثيّ، وعليّ بن طاهر الأديب، وعبد الرَّحمن بن عليِّ الكامليّ، وسهل بن بِشْر الْإِسْفَرائينيّ، وأبو القاسم عليّ بن إبراهيم النّسيب وقال: هو ثقة، فقيه، مقرئ مُحدِّث.

وقال سهل الْإِسْفَرائينيّ: حدَّثني سُلَيْم أنَّهُ كان في صِغَره بالرّي، ولهُ نحو عشر سنين، فحضر بعض الشّيوخ وهو يلقّن فقال لي: تقدَّم فاقرأ. فجَهِد أن أقرأ الفاتحة فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني.

فقال: لك والدة؟ قلت: نعم. قال: قل لها تدعو لكَ أن يرزقك اللَّه قراءة القُران والعِلم. قلت: نعم.

فرجعت فسألتها الدُّعاء، فَدَعَت لي. ثُمَّ إني كبرت ودخلت بغداد وقرأت بها العربية والفِقْه، ثُمَّ عُدت إلى الرّيّ، فبينا أنا في الجامع أقرأ ب «مُختَصَر المُزنيّ» وإذا الشّيخ قد حضر وسلَّم علينا وهو لَا يعرفني. فسمع مُقابلتنا وهو لَا يعلم ما نقول، ثُمَّ قال: متى يُتَعلَّم مثل هذا؟


[ (- ٣] / ٢٧٥، ٢٧٦، وطبقات الشافعية لابن هداية الله ١٤٧، وهدية العارفين ١/ ٤٠٦، وروضات الجنات ٤/ ٧٣، ٧٤، وديوان الإسلام ٣/ ١٧ رقم ١١٢١، وذيل تاريخ الأدب العربيّ ١/ ٧٣٠، والأعلام ٣/ ١١٦، ومعجم المؤلفين ٤/ ٢٤٣، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٢/ ٣٢٢- ٣٢٧ رقم ٦٦٢.
[١] وقد صحبه في طريق الحجّ سنة ٤٤٦ هـ.
[٢] وكان قد خرج إلى صور فدرس الفقه على سليم نحو أربع سنين من سنة ٤٣٧ إلى سنة ٤٤٠ هـ. وسئل نصر: كم في ضمن التعليقة التي صنفها وعلّقها عن سليم من جزء؟ فقال: نحو ثلاثمائة جزء. (تاريخ دمشق ٤٤/ ٤٢٩، معجم البلدان ٥/ ١٧١) .