للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قصده الشُّعراء ومدحوه.

وَزَرَ له أبو القاسم الحسين بن عليّ بن المغربيّ صاحب الرسائل، والدّيوان، والتّصانيف. وكان وزير خليفة مصر، فانفصل عنه، وقدم على نصر الدولة، فوزر له مرتين؟ [١] ووزر له فخر الدولة أبو نصر بن جهير [٢] ، ثم انتقل بعده إلى وزارة بغداد [٣] .

ولم يزل على سعادته ووفور حشمته. ولقد أرسل إلى السلطان طغرلبك تحفا عظيمة، من جملتها الجبل الياقوت الذي كان لبني بويه [٤] ، وكان اشتراه من الملك أبي منصور بن جلال الدولة، وأرسل معه مائة ألف دينار سوى ذلك.

وكانت رعيته معه في بلهنية من العيش [٥] ، حتى أن الطّيور كانت تخرج من القرى فتُصاد، فأقرّ أن يطرح لها القمح من الأهراء، فكانت في ضيافته طول عمره، إلى أن تُوُفّي رحمه اللَّه في شوَّال، ودُفِنَ بظاهر ميّافارِقين. وعاش سبعًا وسبعين سنة.

وكانت سلطنته إحدى وخمسين سنة [٦] .


[١] تاريخ ميافارقين ١٢٨ و ١٣٠ و ١٣٨، الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١/ ٣٥٨.
[٢] وهو: محمد بن محمد بن جهير، وقد استوزره نصر الدولة في سنة ٤٣٠ هـ. أو ما يقاربها.
(تاريخ الفارقيّ (١٥) .
[٣] تاريخ الفارقيّ ١٨١، الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١/ ٣٧٠.
[٤] قال الفارقيّ: وقصده الملك العزيز بن بويه وحمل له الجبل الياقوت الأحمر الّذي كان عند بني مروان وكان وزنه سبع مثاقيل، ومصحفا بخطّ أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وقال له: قد حملت لك الدنيا والآخرة، فأجازه بعشرة آلاف دينار. (تاريخ الفارقيّ ١٤٤، الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١/ ٣٥٩، ٣٦٠) .
[٥] قيل إنه لم يصادر في دولته أحدا سوى شخص واحد. (مرآة الجنان ٣/ ٧٤) .
[٦] قيل لندمانه بعد موته: كم كانت دولة نصر الدولة وولايته فقد سمعت أنها كانت ثلاثا وخمسين سنة؟ فقال له ذلك الرجل: ولم لا تقل مائة وست سنين؟ فإن لياليها كانت أحسن من أيامها.
(تاريخ الفارقيّ ١٧٢) .
وقيل: وبقي نصر الدولة مالك البلاد ثلاثا وخمسين سنة لم يروعه فيها مروّع ولا عدوّ ولا من أشغل قلبه يوما، إلّا نوبة بوقا وناصغلي.. وكفيهما وغنم ما كان معهما من غير حرب ولا قتال، وحصل له الاسم عند الخلفاء وغيرهم من الملوك، ولم يكن أسعد منه غيره. وصحيح أن غيره من الملوك ملك أكثر منه، وكان له أكثر من بلاده وارتفاع أمواله ولكن ما تنعّم مثل تنعّمه ولا غيره مثل عيشه ولذّته. (تاريخ الفارقيّ ١٧٦، ١٧٧) .