للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأوّل سماعه للحديث سنة خمس وثمانين وثلاثمائة من السُّكّريّ، ومن موسى بن عيسى السَّرّاج، وأبي الحسن عليّ بن معروف.

وسمَّى جماعة [١] ، ثم قال: ومن أبيه، ومن القاضي أبي محمد بن الأكفانيّ، ومن أبي نصر بن الشّاه.

وسمع بمكَّة، ودمشق، وحلب [٢] .

قلت: سمع بدمشق من عبد الرحمن بن أبي نصر التَّميميّ [٣] .

قال [٤] : ولو بالَغْنَا في وَصْفِهِ لكُنَّا إلى التّقصير فيما نذكُرُه أقرب. إذ انتشر على لسان الخطير والحقير ذِكْرِ فضله [٥] . قصده الشّريف أبو عليّ بن أبي موسى دفعات [٦] ليشهد عند قاضي القُضاة أبي عبد اللَّه بن ماكولا، ويكون ولد القاضي أبي عليّ أبو القاسم تابعًا له، فأبى عليه، فمضى الشَّريف إلى أبي القاسم بن بِشْران، وسأله أن يشهد مع ولده، وقد كان ابن بِشْران قد ترك الشّهادة، فأجابه [٧] .

وتُوُفّي الشّريف أبو عليّ سنة ثمانٍ وعشرين ثم تكرَّرت سؤالات ابن ماكولا إلى الوالد أن يشهد عنده، فأجاب وشهد كارِهًا لذلك [٨] .

وحضر الوالد دار الخلافة في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة مع الزَّاهِد أبي الحسن القزوينيّ لفسادِ قولٍ جرى من المُخالِفين لما شاع في كتاب «إبطال


[١] انظر أسماءهم في (طبقات الحنابلة ٢/ ١٩٥، ١٩٦) .
[٢] طبقات الحنابلة ٢/ ١٩٦.
[٣] تاريخ دمشق ٣٧/ ٣٩٩.
[٤] في طبقات الحنابلة ٢/ ١٩٦.
[٥] في طبقات الحنابلة زيادة: «سوى ما يضاف إلى ذلك من الجلالة والصبر على المكاره، واحتماله لكل جريرة إن لحقته من عدوّ، وزلل إن جرى من صديق، وتعطّفه بالإحسان على الكبير والصغير، واصطناع المعروف إلى الداني والقاصي، ومداراته للنظير والتابع، جاريا على سنن الإمام أحمد رضي الله عنهما حذو القذّة بالقذّة.
ولم يزل على طول الزمان يزداد جلالة ونبلا، وعلما وفضلا. قصده القاضي الشريف..» .
[٦] إحداها في جمادى الأولى سنة إحدى أو اثنتين وعشرين وأربعين.
[٧] طبقات الحنابلة ٢/ ١٩٧.
[٨] طبقات الحنابلة ٢/ ١٩٧.