للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال القاضي شمس الدين بْن خلِّكان [١] : صنفّ أبو القاسم القُشَيْري «التفسير الكبير» وهو من أجود التفاسير، وصنَّف «الرسالة» فِي رجال الطريقة.

وحجَّ مع البَيْهقيّ، وأبي مُحَمَّد الْجُويني [٢] .

وكان له فِي الفروسية واستعمال السلاح يد بيضاء [٣] .

وقال فِيهِ أبو الحسن الباخَرْزي فِي «دُمْية القصر» [٤] : لو قرع الصَّخْر بسَوْط تحذيره لَذَاب، ولو رُبِط إبليس فِي مجلسه لتاب، وله: «فصل الخِطاب، فِي فضل النُّطْق المُسْتطاب» [٥] . كما هُوَ فِي التكلم على مذهب الْأَشْعَرِيّ، خارج أحاطته بالعلوم عن الحد البشري، كلماته للمستفيد فرائد وفوائد [٦] ، وعَتَبات مِنْبره للعارفين وسائد. وله شعرٌ يتوِّج به دروس مماليه [٧] إذا ختمت به أذناب أماليه.

قال عبد الغافر في «تاريخه» [٨] : ومن جملة أحواله ما خصّ به من المحنة


[١] في وفيات الأعيان ٣/ ٢٠٦.
[٢] المنتظم ٨/ ٢٨٠ (١٦/ ١٤٨) .
[٣] وفيات الأعيان ٣/ ٢٠٦.
[٤] ج ٢/ ٢٤٣- ٢٤٥ طبعة بغداد.
[٥] في (سير أعلام النبلاء ١٨/ ٢٣١) «فضل النطق المستطاب» . والمثبت عن الدمية، ويتفق مع (كشف الظنون ٢/ ١٢٦٠) .
[٦] في الدمية: «كلماته كلها- رضي الله عنه- للمستفيدين فوائد وفرائد» .
[٧] في الدمية: «وله نظم تتوّج به رءوس معاليه» .
[٨] العبارة التالية لم ترد في المطبوع من (المنتخب من السياق) لعبد الغافر الفارسيّ.
أما العبارة التي فيه فهي:
«أبو القاسم الإمام مطلقا الفقيه، المتكلّم الأصوليّ، المفسّر، الأديب، النحويّ، الكاتب الشاعر. لسان عصره، وسيّد وقته، وسرّ الله بين خلقه، شيخ المشايخ، وأستاذ الجماعة، ومقدّم الطائفة، ومقصود سالكي الطريقة، وبندار الحقيقة، وعين السعادة، وقطب السيادة، وحقيقة الملاحة، لم ير مثل نفسه، ولا رأى الراءون مثله من كماله وبراعته، جمع بين علمي الشريعة والحقيقة، وشرح أحسن الشرح أصول الطريقة.
أصله من ناحية أستوا من العرب الذين وردوا خراسان وسكنوا النواحي، فهو قشيريّ الأب، سلميّ الأمّ.
صنّف «التفسير الكبير» قبل العشر وأربعمائة، ورتّب المجالس.
وخرج إلى الحجّ في رفقة فيها: أبو محمد الجويني، وأحمد البيهقي، وجماعة من المشاهير،