للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تُوُفّي الوخْشِيّ وحضرتُ جنازته، فلمّا وضعوه في القبر، سمعنا صيحةً، فقيل إنّه لمّا وضع في القبر خرجت الحشرات من المَقْبُرَة، وكان في طَرفنا وادي، فانحدَرَت إليه الحشرات، فذهبتُ وأبصرتُ البَيْضَ الصِّغار، والعقارب، والخنافس، وهي منحدرة إلى الوادي بعينيّ، والنّاس ما كانوا يتعرضون لها [١] .

قال ابن النّجّار: سمع ببلْخ من عليّ بن أَحْمَد الخزاعيّ، وبهَمَذان محمد بن أحمد بن مَزْدين [٢] ، وبحلب، وبعَكّا [٣] .

وسمع منه نظام المُلْك ببلخ، وصدّره بمدرسته ببلْخ.

وقال: جُعتُ بعسقلان أيامًا حتّى عجزت عن الكتابة، ثم فتح الله [٤] .

وقال فيه إسماعيل التّيميّ: حافظ كبير [٥] .


[١] انظر: تذكرة الحفّاظ ٣/ ١١٧٢، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٣٦٦، ولسان الميزان ٢/ ٢٤١.
[٢] في الأصل: «مردين» بالراء المهملة.
[٣] انظر تاريخ دمشق ١٠/ ٢١٦، ٢١٧.
[٤] قال ابن السمعاني: كان يتّهم بالقدر. ووقعت له قصّة ببغداد، فأمر الخليفة بتغريقه، فهرب إلى مصر، ثم رجع بعد مدّة، فأقام ببغداد شبه المختفي. ثم رجع إلى بلخ، فسمع به نظام الملك، فبنى له مدرسة ورتبه فيها مسمعا للحديث، فحدّث.
وقال الوخشي يوما: رحلت، وقاسيت الذل والمشاق، ورجعت إلى وخش، وما عرفت أحد قدري، فقلت: أموت ولا ينتشر ذكري، ولا يترحّم أحد عليّ، فسهل الله، ووفق نظام الملك حتى بنى هذه المدرسة، وأجلسني فيها أحدّث، لقد كنت بعسقلان أسمع الحديث من أبي بكر بن مصحّح، وغيره. فضاقت علي النفقة، وبقيت أياما مع لياليها ما وجدت شيئا من الطعام، فأخذت جزءا من الحديث لأكتبه، فعجزت عن الكتابة للضعف الّذي لحقني، فمضيت إلى دكان خباز وقعدت قريبا منه، وكنت أشم رائحة الخبز وأتقوى بها إلى أن كتبت الجزء، ثم فتح الله بعد ذلك.
[٥] تاريخ دمشق ١٠/ ٢١٧، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ١٠٣.
«أقول» : أخذ الوخشيّ عن الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل الأطرابلسي المتوفى سنة ٤١٤ هـ. وروى عنه: (تاريخ دمشق ١٠/ ٢١٦، موسوعة علماء المسلمين ٢/ ١١٨) .
وقال ابن السمعاني: كنت علقت عنه أحاديث يسيرة ببغداد، وأصبهان. (الأنساب ١٢/ ٢٢٨) .
وقال يحيى بن مندة: الوخشيّ قدم أصبهان سنة سمع عشرة، ورحل منها سنة إحدى وأربعين، كثير السماع، قليل الرواية، أحد الحفاظ، عارف بعلوم الحديث، خبير بأطراف من اللغة والنحو. (تذكرة الحفاظ ٣/ ١١٧٣) .
وقال عبد الغافر الفارسيّ: قدم نيسابور وسمع بها مرارا، ثم ارتحل إلى الحجار فسمع بها،