[٢] قال الحافظ ابن حجر: «الحسن بن محمود مجهول لا يعرف، أتى بخبر موضوع، عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، مرفوعا: «أدّوا الزكاة وتحرّوا بها أهل العلم فإنّهم أبر وأتقى» . رواه الحافظ أبو محمد عبد الله بن عطاء الإبراهيمي، ثنا عبد الرحمن بن محمد العبديّ، ثنا الحسين بن محمد بن عنبة بالنون والباء الموحدة، ثنا عبد الله بن محمد بن شنبة، ثنا أبو جعفر محمد بن موسى بن زياد الأصبهاني، ثنا الحسن بن محمود بهذا، قال هبة الله السقطي: كان الإبراهيمي يركب الأسانيد على متون، وربّما كانت موضوعة، وساق له هذا الحديث، ثم قال: وهذا الحديث منكر المتن والإسناد، فإنه لا يعرف ابن عنبة، ولا ابن شنبة. ورجال الإسناد كلهم مجاهيل، والإسناد مركب إلى سفيان بن وكيع. وأما المتن فلا يعرف، وإنما وضعه الإبراهيمي مستطعما للعوام. قال أبو سعد ابن السمعاني: أما قوله إن رجال الإسناد كلهم مجاهيل، فليس كذلك، بل أكثرهم معروفون، فإن شيخ الإبراهيمي هو أبو القاسم بن مندة، وشيخه هو الحسين بن عبد الله بن فنجويه حافظ كبير مصنف، ولعل عنبة في نسبة، وابن شنبة شيخ لابن فنجويه، أكثر عنه في تصانيفه، وأما محمد بن موسى، والحسن بن محمود فمجهولان، والمتن باطل. (لسان الميزان ٢/ ٢٥٥، ٢٥٦ رقم ١٠٦٢) . وقال ابن رجب في ابن عطاء الإبراهيمي: أحد الحفّاظ المشهورين الرّحالين.. كتب بخطّه الكثير، وخرّج التخاريج للشيوخ، وحدّث. ووثّقه طائفة من حفاظ وقته في الحديث، منهم: المؤتمن الساجي. وقال شهردار (شيرويه) الديلميّ عنه: كان صدوقا حافظا، متقنا، واعظا، حسن التذكير. وقد تكلّم فيه هبة الله السقطي، والسقطي مجروح لا يقبل قوله فيه مقابلة هؤلاء الحفّاظ. وقد رد كلامه فيه ابن السمعاني، وابن الجوزي، وغيرهما. وخرّج الإبراهيمي شيوخ الإمام أحمد وتراجمهم. (ذيل طبقات الحنابلة ١/ ٤٤، ٤٥) . وقال المؤتمن الساجي: كان ثقة، وما رأيت أهل بلده راضين عنه. (لسان الميزان ٣/ ٣١٦) .