[٢] وقال الشيخ أبو الحسن ابن الخلّ: كان الإمام فخر الإسلام أبو بكر الشاشي مبرّزا في علم الشرع، عارفا بالمذهب، حسن الفتيا، جيّد النظر، محقّقا مع الخصوم، يلزم المسائل الحكمية حتى يقطع خصمه، مع حسن إيراد، وكان يعنى بسؤال الكبير، ويمشّيه مع الكبار من الأئمة، ويفتي بمسألة ابن سريج وينصرها، وله فيها مصنّف. وقال ابن الصلاح: وكان لطيفا، صالحا، ورعا، ديّنا، على سيرة السلف، وخلّف ولدين إمامين مبرّزين في المذهب والنظر: أبو المظفّر أحمد، وأبو محمد عبد الله ... وحدّث بشيء يسير، وأخذ عنه عبّاد بن سرحان- من فضلاء المغرب- كتاب «الملخّص في الجدل» ، وغيره، عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وكتاب «زواهر الدرر في نقض جواهر النظر» حدّثه به عن مصنّفه الإمام أبي بكر الخجنديّ. ومن تآليفه: كتاب «الشافي في شرح الشامل» في عشرين مجلّدا، وكان قد بقي من إكماله نحو الخمس، هذا في سنة أربع وتسعين وأربعمائة، ومن تصانيفه كتاب «الترغيب في المذهب» ، وله «الشافي في شرح مختصر المزني» . أنشد أبو سعد السمعاني، عن أبي الحسن علي بن أحمد الفقيه، قال: أنشدنا أبو بكر الشاشي في الاعتذار عن الإقلال من الزيارة: إنّي، وإن بعدت داري لمقترب ... منكم بمحض موالاة وإخلاص وربّ دان وإن دامت مودّته ... أدنى إلى القلب منه النازح القاصي وقال ابن الصلاح: ومن تصانيفه «المستظهري» الكتاب المشهور في المذهب، و «المعتمد» وهو كالشرح ل «المستظهري» وهو غريب، و «العمدة» المختصر المشهور. (طبقات ابن الصلاح) وقال ابن الجوزي: صنّف ودرّس في النظامية ثم عزل، وكان ينشد: تعلّم يا فتى والعود رطب ... وطينك ليّن والطبع قابل فحسبك يا فتى شرفا وفخرا ... سكوت الحاضرين وأنت قائل (المنتظم) وقال ابن خلّكان: وتولّى التدريس بالمدرسة النظامية بمدينة بغداد سنة أربع وخمسمائة إلى حين وفاته، وكان قد وليها قبله الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وأبو نصر ابن الصباغ صاحب