للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تصلح هذا، فإنه كذِب وزور. وكتب اليُونارتيّ في الحال عَلَى حاشية النّسخة صورة الحال. وأمّا قراءة «معرفة الصّحابة» فكان قبل موت الوالد بشهرين. وكان المؤتمن والله، متورعًا، زاهدًا، صابرًا عَلَى الفقر، رحمه الله.

وقال أبو بَكْر محمد بْن فولاذ الطَّبَريّ: أنشدنا المؤتمن لنفسه.

وقالوا كُنْ لنا خَدْنًا وخِلًا ... ولا والله أفعل ما شاءوا

أُحابيهم ببعضي أو بكلّي ... وكيف وجلّهم نعَمٌ وشاءُ

وقال ابن ناصر: سَأَلت المؤتمن عَنْ مولده فقال: في صفر سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وتوفّي في صَفَر سنة سبْعٍ. وصلّيت عَليْهِ. وكان عالمًا، فهْمًا، ثقة، مأمونًا [١] .

٢٠٥- مودود بْن ألْتُونكين [٢] .

سلطان الموصل.


[١] وقال ابن الجوزي: وكان حافظا، عارفا بالحديث معرفة جيّدة، خصوصا المتون، وكان حسن القراءة والخط، صحيح النقل، وما زال يسمع ويستفيد إلى أن مات.
كان فيه صلف نفس وقناعة وصبر على الفقر، وصدق وأمانة وورع. حدّثنا عنه أشياخنا، وكلّهم وصفه بالثقة والورع. وقد طعن فيه محمد بن طاهر المقدسي، والمقدسي أحقّ بالطعن، وأين الثريّا من الثّرى؟ (المنتظم) .
وقال السّلَفيّ: لم يكن ببغداد أحسن قراءةً للحديث من المؤتمن الساجي، كان لا يملي قراءته وإن طالت. قال ابن محاسن البغدادي: أنبأنا ذاكر بن كامل، عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، قال: ورأيت أنا من تساهله- يعني أبا نصر الساجي- أنّا كنا بنيسابور سنة ثمان وسبعين، وكنا نحضر مجلس أبي بكر أحمد بن علي بن خلف الأديب، وكان لكل واحد منا نوبة يقرأ فيها. فظهر سماع الشيخ في الجزء الثاني من تفسير سفيان بن عيينة، فقرأنا عليه.
فلما كان يوم نوبتي أخذ في قراءة الأول من التفسير. فقلت له: وجدت السماع في الأول؟.
قال: لا. قلت: فلم تقرأه؟ قال: تراه سمع الثاني ولم يسمع الأول، فذكرت ذلك للشيخ، فمنعه من القراءة. (المستفاد) .
[٢] انظر عن (مودود) في: التاريخ الباهر ١٨، ١٩، وبغية الطلب (القسم الخاص بتراجم السلاجقة) ١٤٦- ١٤٨، ١٦٠، ١٦١، ٢٦٦، ٣٥٤، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١/ ٥٠، ٥١، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ٢٢٦، والدرّة المضيّة ٤٧٦، ومختصر تاريخ الدول لابن العبري ١٩٩، وغيره.
وقد تقدّمت مصادر أخرى عن أخباره في الحوادث.