«وقال أحمد بن شافع: قال ابن ناصر وجماعة: كان أصحاب القيرواني يشهدون عليه أنه لا يصلّي ولا يغتسل من جنابة في أكثر أحواله، ويرمى بالفسق مع المرد، واشتهر بذلك، وادّعى قراءة القرآن على ابن نفيس. قلت: هذا كلام «بهوى» . وذكر ابن عساكر أن ابن عتيق القيرواني سمع يوما قائلا ينشد لأبي العلاء المعرّي: ضحكنا وكان الضّحك منّا سفاهة ... وحقّ لسكان البسيطة أن يبكوا تحطّمنا الأيام حتى كأنّنا ... زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك فقال ابن عتيق مجيبا: كذبت وبيت الله حلفة صادق ... سيسبكنا بعد النّوى من له الملك وترجع أجسامنا صحاحا سليمة ... تعارف في الفردوس ما عندنا شكّ ووقع في (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور) أن الّذي ردّ على أبي العلاء هو: «أبو عبد الله محمد الطائي البجّائي المتكلّم» . (٢٣/ ٤٥) وقد أكّد الصفدي، وابن شاكر الكتبي، وسبط ابن الجوزي أن الّذي ردّ هو القيرواني صاحب الترجمة. وبيتا أبي العلاء في (شرح المختار من لزوميّات أبي العلاء للبطليوسي ١/ ١٨٢) . وقد وقع في (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٣/ ٤٥) أن ابن عتيق القيرواني قتل سنة ثمانين وأربعمائة!! ولم يتنبّه السيد «إبراهيم صالح» محقّق الكتاب إلى هذا الخطأ الواضح، وأقول أنا خادم العلم «عمر تدمري» : إن هذا الخبر مقحم على الأصل بدليل أن تاريخ الوفاة مذكور في آخر الترجمة (٢٣/ ٤٦) «توفي سنة اثنتي عشرة وخمسمائة خارج الكرخ، بالجانب الغربي» . ووقع في (عيون التواريخ ١٢/ ٨٦) العبارة الآتية: «وقال سبط الجوزي في كتاب المرآة كان يحفظ كتاب سيبويه» . وأقول: ليس في ترجمة القيرواني عند سبط الجوزي هذه العبارة. وقال سبط الجوزي: إن القيرواني دفن عند قبر الأشعري، وكان يزعم أنه على مذهبه، وقد قال: كلام إلهي ثابت لا يفارقه ... وما دون ربّ العرش فاللَّه خالقه