وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (معرفة القراء ١/ ٤٦٨، ٤٦٩) : وأخذ علم الكلام عن أَبِي عليّ بْن الوليد، وأبي القاسم بْن التبان، ومن ثم حصل فيه شائبة تجهّم واعتزال وانحرافات. وقال في (ميزان الاعتدال ٣/ ١٤٦) : أحد الأعلام، وفرد زمانه علما ونقلا وذكاء وتفنّنا ... إلّا أنه خالف السلف، ووافق المعتزلة في عدّة بدع، نسأل الله السلامة، فإنّ كثرة التبحّر في علم الكلام ربّما أضرّ بصاحبه، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. وقال في (سير أعلام النبلاء ١٩/ ٤٤٤) : وأخذ علم العقليات عن شيخي الاعتزال: أبي علي بن الوليد، وأبي القاسم بن التبّان صاحبي أبي الحسين البصري، فانحرف عن السّنّة. وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية نوع الخطأ الّذي وقع فيه فقال في (درء تعارض العقل والنقل ٨/ ٦٠، ٦١) : ولابن عقيل أنواع من الكلام، فإنه كان من أذكياء العالم، كثير الفكر والنظر في كلام الناس، فتارة يسلك مسلك نفاة الصفات الخبرية وينكر على من يسمّيها صفات، ويقول: إنما هي إضافات موافقة للمعتزلة، كما فعله في كتابه «ذم التشبيه وإثبات التنزيه» وغيره من كتبه، واتبعه على ذلك أبو الفرج بن الجوزي في «كف التشبيه بكف التنزيه» ، وفي كتابه «منهاج الوصول» . وتارة يثبت الصفات الخبرية ويردّ على النفاة والمعتزلة بأنواع من الأدلة الواضحات، وتارة يوجب التأويل كما فعله في كتابه «الواضح» وغيره. وتارة يحرّم التأويل ويذمّه وينهى عنه، كما فعله في كتابه «الانتصار لأصحاب الحديث» ، فيوجد في كلامه من الكلام الحسن البليغ ما هو معظّم مشكور، ومن الكلام المخالف للسّنّة والحق ما هو مذموم