للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر.

تُوُفّي في شعبان.

٤٩- مُرْشد بن عليّ بن نصر بن منقذ [١] .

أبو سلامة الشَّيْزَرِيّ [٢] . من بيت الإمرة، والفُرُوسيَّة، والحشْمة.

كان سمْحًا، جوادًا، شجاعًا، شاعرًا، مليح الكتابة.

كتب مُصْحَفًا بالذَّهب، فجاء غايةً في الحُسْن [٣] .

وُلِد سنة ستّين وأربعمائة بحلب، وسافر إلى أصبهان، وبغداد [٤] .

قال ابن عساكر [٥] : كان بارعًا في العربية، وبحُسْن الخطّ والشِّعْر. حَسَن التّلاوة، كثير الصّيام. بطلًا شجاعًا. نسخ بخطّه سبعين ختْمة. حدَّثني ابنه الأمير محمد، قال: لمّا مات عمّي صاحب شَيْزَر أبو المُرْهَف نصر بن عليّ أوصي بشَيْزَر لأبي، فقال: واللهِ، لَا وُلِّيتُها، ولأخْرُجَنَّ من الدّنيا كما دخلت إليها، فولّاها أخاه أبا العشائر سلطان بن عليّ.


[١] انظر عن (مرشد بن علي) في: الأنساب ٧/ ٤٦٩، والاعتبار لأسامة بن منقذ ٥١، ٥٣، ١٨٦، ١٩١، ١٩٨- ٢٠٠، ٢٠٢- ٢١١، ٢١٣- ٢٢٠، ٢٢٢، ٢٢٤، وتاريخ دمشق لابن عساكر، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٤/ ١٦٥- ١٦٩ رقم ١٤٧، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١/ ١٦٢، ١٦٣، ووفيات الأعيان ١/ ١٩٧، ١٩٩، والكامل في التاريخ ١١/ ٦٠، ٢١٩، والمنازل والديار ١/ ١٤٧ و ٢/ ١١٢، ١١٣، ولباب الآداب ١٣٢، ١٩٠، ٣٧٥، ٣٨٦.
[٢] الشّيزري: بالشين المعجمة المفتوحة والياء المثنّاة من تحت والزاي المفتوحة، والراء، نسبة إلى شيزر، حصن على نهر العاصي قريب من حماه.
[٣] قال ابنه أسامة: وكان يكتب خطا مليحا.. وكان لا ينسخ سوى القرآن، فسألته يوما، فقلت:
يا مولاي كم كتبت ختمة؟ قال: الساعة تعلمون، فلما حضرته الوفاة قال: في ذلك الصندوق مساطر، كتبت على كل مسطرة ختمة، ضعوها تحت خدّي في القبر، فعددتها فكانت ثلاثا وأربعين مسطرة. فكان كتب بعدّتها ختمات. منها ختمة كبيرة كتبها بالذهب وكتب فيها علوم القرآن قراآته وغريبه وعربيته وناسخه ومنسوخه وتفسيره، وسبب نزوله، وفقهه بالحبر، والحمرة، والزرقة، وترجمه بالتفسير الكبير. وكتب ختمة أخرى بالذهب مجرّدة من التفسير.
وباقي الختمات بالحبر مذهّبة بالأعشار والأخماس والآيات ورءوس السّور ورءوس الأجزاء.
(الاعتبار ٥٣) .
وقال ابن السمعاني: ورأيت مصحفا بخطّه كتبه بماء الذهب على الطاق الصوري، ما أظنّ أن الأعين رأت أحسن منه. (الأنساب ٧/ ٤٦٩) .
[٤] وزاد ابن عساكر: إنه دخل طرابلس غير مرّة.
[٥] في تاريخ دمشق بتصرّف.