للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ:

أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَبُو ذَرٍّ، وَأَنَا أَظُنُّ فِي نَفْسِي أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي ذَرٍّ عَلَى عُثْمَانَ مَعْتَبَة لإِنْزَالِهِ إِيَّاهُ بِالرَّبَذَةِ، فَلَمَّا ذُكِرَ لَهُ عُثْمَانُ عَرَضَ لَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْمَجْلِسِ بِذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَا تَقُلْ فِي عُثْمَانَ إِلا خَيْرًا، فَإِنِّي أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُ مَنْظَرًا، وَشَهِدْتُ مَشْهَدًا لَا أَنْسَاهُ، كُنْتُ الْتَمَسْتُ خَلَوَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَسْمَعَ مِنْهُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، قَالَ: فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصَيَاتٍ، فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ حَتَّى سُمِعَ لَهُنَّ حَنِينٌ كَحَنِينِ النَّحْلِ [١] ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ أَبَا بَكْرٍ، فَسَبَّحْنَ فِي كَفِّهِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فِي الأَرْضِ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ عُمَرَ، فَسَبَّحْنَ فِي كَفِّهِ، ثُمَّ أَخَذَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُنَّ فِي الأَرْضِ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ عُثْمَانَ فَسَبَّحْنَ فِي كَفِّهِ، ثُمَّ أخذهنّ منه، فوضعهنّ فخرسن [٢] .


[ () ] قال: فدخل فجلس مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القفّ عن يساره ودلّى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا- يعني أخاه- يأت به، فجاء إنسان فحرّك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان. فقلت: على رسلك. قال: وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: «ائذن له وبشّره بالجنّة مع بلوى تصيبه» . قال: فجئت فقلت: ادخل ويبشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالجنّة بعد بلوى تصيبك. قال: فدخل فوجد القفّ قد مليء، فجلس وجاههم من الشّقّ الآخر» .
رواه البخاري في الفتن ١٣/ ٤٢ باب الفتنة تموج كالبحر. وفي فضائل أصحاب النبيّ، باب قول النبيّ: لو كنت متّخذا خليلا، وباب مناقب عمر بن الخطاب، وباب مناقب عثمان. وفي الأدب، باب نكث العود في الماء والطّين. ورواه الترمذي في المناقب (٣٧١١) ، أخرجه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة (مخطوط الظاهرية- الجزء ٣- ورقة ١٠٥ أ- ١٠٨ أ)
وقد قمنا بتحقيقه ونشرناه مع غيره من أجزاء خيثمة بعنوان: «من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي» - وصدر عن دار الكتاب العربيّ ببيروت ١٤٠٠ هـ. / ١٩٨٠ م. - ص ٩٧- ١٠٤، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٢٢- ١٤٠، وابن الأثير في جامع الأصول ٨/ ٥٦٢ رقم ٦٣٧٢.
[١] في طبعة القدسي ٣/ ٢٨٠ «النخل» بالخاء المعجمة، وهو تحريف.
[٢] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٠٩ وخيثمة الأطرابلسي في فضائل الصحابة- جزء ٣- ورقة ١٠٨ أ، ١٠٨ ب (انظر: من حديث خيثمة، بتحقيقنا- ص ١٠٥، ١٠٦) .